قالت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، اليوم الأربعاء، إن إيران تماطل في تحديد موعد ومكان لجولة جديدة من المحادثات النووية مع القوى العالمية الست الكبرى، لكن الأمل ما زال قائما في بدء المفاوضات قريبا. وأجري مسئولون من الاتحاد الاوروبي عدة اتصالات مع المفاوضين الإيرانيين منذ ديسمبر، لمحاولة الإعداد لجولة جديدة من المحادثات يأمل الغرب أن تؤدي إلى تقليص النشاط النووي الإيراني والحيلولة دون نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.
ولكن لم يتم الاتفاق على أي خطة بعد في هذا الصدد.
وقال متحدث باسم اشتون، التي تشرف على الاتصالات مع ايران نيابة عن القوى الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، "اقترحنا في ديسمبر مكانا ومواعيد محددة."
وأضاف المتحدث مايكل مان: "ومنذ ذلك الحين تفاجئنا إيران بالعودة مجددا ومجددا بشروط مسبقة ومحددات جديدة للمحادثات من بينها مثلا تغيير المكان وتأجيل ردودهم."
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية اليوم أن طهران اقترحت أن تكون القاهرة مقرا محتملا لجولة المحادثات لكن دون تحديد موعد لعقدها.
واستخدمت القوى الست على مدى سنوات مزيجا من الدبلوماسية والعقوبات لإجبار إيران على الامتثال لمطالب الأممالمتحدة بوقف جميع أنشطتها المرتبطة بتخصيب اليورانيوم وهو مكون رئيسي في الأسلحة النووية.
ولكن إيران ترفض الاتهامات الدولية بأن نشاطها النووي له أغراض عسكرية قائلة إنه لأغراض طبية ولتوليد الطاقة، كما قالت مرارا إنها تريد تخفيف العقوبات الدولية قبل أن تقيد نشاطها الذري.
ولم تثمر ثلاث جولات من المفاوضات العام الماضي عن انفراجة الأمر الذي يزيد المخاوف من أن تؤدي الأزمة إلى هجوم تشنه إسرائيل على منشآت نووية إيرانية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي فاز بولاية جديدة هذا الأسبوع إنه لن يسمح لإيران بأن تصبح قادرة على صنع أسلحة نووية.
وكان دبلوماسيون غربيون يأملون عقد جولة جديدة من المفاوضات في ديسمبر أو يناير بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية، لكن إيران لم ترد في الوقت المناسب على اقتراح بعقد المحادثات في 15 يناير.
واقترح دبلوماسيون غربيون ووسائل إعلام إيرانية في وقت لاحق موعدا محتملا جديدا في نهاية الشهر.
وربما يشير اجراء المحادثات في القاهرة إلى تحسن العلاقات بين مصر وإيران وهما من أقوى الدول نفوذا في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم آشتون إن المفاوضين ما زالوا على اتصال للاتفاق بشأن خطط جديدة، وكان دبلوماسيون قد ذكروا سابقا أن اسطنبول أيضا خيار محتمل.
وتابع قائلا إن القوى العالمية "لا تزال تأمل التوصل إلى اتفاق مع إيران على تفاصيل المحادثات بما في ذلك مكان انعقادها ويتطلعون إلى استئنافها في وقت قريب."
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن عدة أماكن اقترحت إلى الآن ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف الدبلوماسي "لم نستبعد أيا منها لكن إيران تقترح أماكن مختلفة في وقت واحد، المكان ليس هو المشكلة ولكن إيران تحاول على ما يبدو تأخير العملية بطرح شروط جديدة."
وتعقد سلسلة محادثات منفصلة لكنها وثيقة الصلة بالموضوع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل السماح للوكالة التابعة للأمم المتحدة باستئناف تحقيق تعطل طويلا بخصوص أبحاث يشتبه أن إيران تجريها لصنع قنابل نووية.
وعقدت اجتماعات على مدى يومين بين إيران والوكالة الأسبوع الماضي لكنها لم تسفر عن اتفاق.
لكن يوكيا أمانو المدير العام لوكالة الطاقة الذرية ذكر في مقابلة مع تلفزيون رويترز خلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنه ما زال يأمل في تحقيق تقدم.
وقال "أعتقد أن لديهم اهتماما بإجراء حوار معنا ومناقشة هذه القضية وتضييق الفجوة من أجل إبرام اتفاق."