على ما يبدو، فإن باراك أوباما لا يستلطف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كما أن عددا من السياسيين الإسرائيليين المحبطين، ومن الصحافيين اليهود الليبراليين، من أمثال جيفرى جولدبرج وتوماس فريدمان، نجحوا فى إقناع أوباما بأن حكم اليمين فى إسرائيل يشكل ضررا للمصالح العامة للولايات المتحدة. وفى رأى هؤلاء الصحفيين، فإن إسرائيل لو عادت إلى حدود 1967، لكان ذلك شكل حلا لجميع المشكلات، ولكان تنظيم القاعدة اختفى من الوجود، ولما ظهر بن لادن، ولا حدثت تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر، ولا حاولت إيران الحصول على السلاح النووى.
نستطيع أن نفهم سذاجة باراك أوباما، لكننا لا نستطيع أن نفهم سذاجة النخبة الإسرائيلية التى ما زالت تتلهى بالأوهام السخيفة عن السلام من دون أمن.
فى هذه الأيام، ينضم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى سلسلة طويلة من رؤساء حكومات إسرائيل الذين لم يكونوا محبوبين لدى الرؤساء الأمريكيين: إذ لم يكن بن جوريون محبوبا من أيزنهاور، ولا أشكول من جونسون، ولا بيجن من كارتر، ولا شامير من بوش الأب. هناك فقط رئيسان للحكومة الإسرائيلية كانا محبوبين لدى الرؤساء الأمريكيين هما: رابين الذى كان محبوبا من كارتر، وشارون من الرئيس الأمريكى بوش الابن. لكن لا يزال الإسرائيليون يدفعون حتى اليوم ثمن هذه المحبة.
إن رئيس حكومة إسرائيل ملزم قبل أى شىء بالمحافظة على أمن مواطنى الدولة، لا على مصالح دولة أجنبية. فقد نشأت إسرائيل كى يتسنى لليهود الدفاع عن أنفسهم من دون الحاجة إلى جميل الغرباء.
يكمن معنى الحرية فى دولة إسرائيل فى استعدادها لدفع ثمن هذه الحرية حتى لو تطلّب هذا أحيانا ثمنا باهظا فى الأرواح والأملاك. وسيأتى اليوم الذى نستطيع فيه تحويل مليارات الشيكلات التى ننفقها اليوم على الأمن إلى أهداف اجتماعية.