تسببت الأحداث الأخيرة بين إسرائيل وحماس، فى إعادة فتح تل أبيب لقضية محور فيلادلفي من جديد، بعد الخسائر التى ألحقتها الحركة بالدولة المحتلة، وينظر المجتمع الإسرائيلي للصاعقة التي تعرض لها من حماس في المواجهة الأخيرة على أنها قضية حياة أو موت، حيث بات الفلسطينيون على مقدرة من مهاجمة العمق الإسرائيلي والوصول لقلب تل أبيب. ويرى بعض المعارضين، أن التنازل عن محور فيلادلفي ومنح السيطرة عليه للفلسطينيين هو السبب الرئيسي للتسليح الرهيب الذى أظهرته حماس فى المواجهة الأخيرة. ومحور فيلادلفي، هو اسم شريط حدودي ضيق يمتد بطول 14 كم حتى منطقة معبر كرم أبوسالم بموازاة الحدود المصرية، ويطلق عليه البعض محور صلاح الدين الذي يقع بالكامل في المنطقة منزوعة السلاح ( ج) التي تنص عليها اتفاقية كامب ديفيد، وهو الامتداد الذي يستغله الفلسطينيون في حفر أنفاق تربطهم بالأراضي المصرية، ومنها يتم تهريب ما يحتاجه أبناء قطاع غزة، وكانت قوات الاحتلال تسيطر عليه وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد، ثم انتقل إلى شريط أمن بموجب اتفاقية أوسلو 1995، وكانت إسرائيل تهدف من وراء السيطرة على هذا المحور، لمنع تهريب الأسلحة والذخائر والمخدرات بالإضافة للهجرة غير المشروعة. وفي عام 2004، أصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً بالإنسحاب من قطاع غزة، ودخل الأمر حيز التنفيذ فى أغسطس من العام التالي، وبالتالي تركت قوات الاحتلال الشريط الحدودى للسلطة الفلسطينية، وقد نشأت داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية معارضة كبيرة للقيام بإخلاء المحور وذلك لأسباب إستراتيجية لخوفهم من تسليح غزة وتهديد ذلك لأمن إسرائيل. وتداركت إسرائيل الأمر سريعا وعقدت اتفاقية مع مصر فى الشهر التالي، سبتمبر من العام نفسه سميت باتفاق فيلادلفي، ينص على نشر قوة من حرس الحدود المصرى قوامها 750 فردا للقيام بدوريات على جانب المحور المصرى لمنع تهريب الأسلحة والذخائر والهجرة غير المشروعة، ورغم كل الضغوط التى مارستها إسرائيل خلال الفترة الماضية بهدف إعادة فرض سيطرتها على محور صلاح الدين لكن باءت جميعها بالفشل رغم التدخل الأمريكي في هذا الأمر. إعادة فتح ملف هذا المحور للنقاش داخل اسرائيل، يدعو للقلق بعض الشيء بالنسبة لمصر، ولكن يطرح حقيقة واضحة أن غزة لقنت الكيان الصهيونى درسًا موجعًا يبحث عن عدم تكراره.