اعتبر الرئيس التركي، عبد الله جول، اليوم الخميس، أنه من غير المرجح أن تشن سوريا هجومًا على بلاده، التي طلبت من الحلف الأطلسي نشر صواريخ «باتريوت» على حدود البلدين، ورأى أن مثل هذا الاحتمال سيكون عملا "جنونيًا". ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن جول قوله: "اعتقد بصراحة أن تهديدًا مباشرًا وخطرًا يستهدف تركيا غير ممكن بالفعل، لأن مثل هذا الاحتمال سيكون بمثابة جنون".
وكرر أن أنظمة صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ، التي طلبت الحكومة التركية من الحلف الأطلسي نشرها قرب حدودها مع سوريا، ذات طبيعة دفاعية، وقال الرئيس التركي: "إنه إجراء وقائي وإن (هذا النظام) لن يستخدم أبدًا لشن عمليات هجومية"، مبررًا نشر هذه الصواريخ بالرغبة في "التقليل من المخاطر"، التي يمكن أن تصدر من سوريا.
ويتعين أن توافق الدول الأعضاء ال27 الأخرى في الحلف الأطلسي رسميًا في الأيام المقبلة، على طلب شريكها التركي، وأعلن السفير الأمريكي في تركيا، فرانسيس ريتشاردوني، مساء الأربعاء، للصحافة التركية، أن بلاده "تؤيد" إرسال صواريخ «باتريوت» إلى حليفها التركي، وقال: "نحن نؤيد ذلك والحلفاء الآخرون أيضًا".
وأنقرة القلقة من مخاطر توسع النزاع السوري، طلبت الأسبوع الماضي من الحلف الأطلسي نشر صواريخ أرض-جو من طراز «باتريوت» قرب حدودها مع سوريا، مثيرة بذلك غضب النظام السوري وتحذير حليفيه الرئيسيين روسيا وإيران.
وكررت الحكومة التركية، كما فعل المسؤولون في الحلف الأطلسي أيضًا مرارًا في الأيام الأخيرة، أن صواريخ «باتريوت» هذه تنحصر مهمتها ب"الدفاع" فقط، وأنها لن تستخدم لإقامة منطقة حظر جوي في شمال الأراضي السورية.
وبحسب مصدر عسكري تركي، فإن أربع إلى ست بطاريات قد تنشر في ملاطيا وديار بكر وسانليورفا (جنوب تركيا)، الأمر الذي سيتطلب تمركز ما بين 300 الى 400 جندي من الحلف الأطلسي من الدول الثلاث، التي تملك نظام «باتريوت»؛ (الولاياتالمتحدة، وهولندا، وألمانيا).