تتجه أنظار العالم اليوم، صوب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية حيث قداس تجليس البابا رقم 118، للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تواضروس الثانى. فى موكب كنسى مهيب يحضر البطريرك المنتخب، ويسير مع الاساقفة والكهنة والشمامسة نحو باب الكنيسة الرئيسى، ويسلمه رئيس الشمامسة مفتاح الكنيسة، فيفتح الباب وهو يتلو «افتحوا لى ابواب البر لكى ادخل واشكر الرب».
فتعلو صوت أجراس الكنيسة المبهجة عند فتح الباب، لترحب بالبابا الجديد، ويدخل الموكب وسط تراتيل الشمامسة، الذين يلبسونه رداءه البابوى الجديد، ثم يقوم القائم مقام الانبا باخوميوس بتسليم عصا الرعاية للبابا تواضروس.
يصعد خليفة مارمرقس الرسول الدرجات الى كرسى الرئاسة، ويحمل الانجيل ويقبله، ثم يقبله الجميع، وهو بين يدى البابا الجديد.
طقوس التجليس وملابس البابا، والعلاقة الجديدة التى ستجمعه مع المجلس الملى، والمجمع المقدس، هى فحوى ما تعرضه «الشروق» فى ملف كامل عن كل ما يحيط بالبابا الجديد، وتحليلا نفسيا قامت به طبيبة متابعة لكل حوارات البطريرك ولقاءاته التليفزيونية منذ فوزه بالقرعة الهيكلية.
«لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلًا وممهدًا، أو طريقًا صعبًا وعرًا»، كلمات البطريرك يوحنا ذهبى الفم يتذكرها الشعب القبطى يوم تجليس البابا ، إذ يبدأ القداس الالهى بقراءات فصول 17 هاتور من تذكار نياحة البطريرك يوحنا ذهبى الفم، التى تتحدث كلها عن الرعية والرعاية.
بعد قراءة السنكسار وهو الكتاب الذى يضم سير القديسين ويرتب بحسب تواريخ أعيادهم بالتقويم القبطى، ويدل على أن سيرتهم امتدادا طبيعيا لعمل الروح القدس فى الرسل، يخرج القائمقام والاساقفة والكهنة والشمامسة خارج الكنيسة ويغلق رئيس الشمامسة الابواب.
فى موكب كنسى عظيم يحضر البطريرك المنتخب، ويسير مع الاساقفة والكهنة والشمامسة نحو باب الكنيسة الرئيسى، ويسلمه رئيس الشمامسة مفتاح الكنيسة، فيفتح الباب وهو يتلو «افتحوا لى ابواب البر لكى ادخل واشكر الرب». مز 118
يعلو صوت أجراس الكنيسة المبهجة عند فتح الباب، لترحب بالبابا الجديد، ويدخل الموكب وسط تراتيل الشمامسة، الحان اجيوس، ثم يدخل الجميع الى باب الهيكل، حيث يسجد الشعب امامه.
عند الهيكل يجثو البطريرك على ركبيته، ثم يصلى كبير الاساقفة صلاة الشكر، ويغطى البخور المكان، ثم يصلى الاساقفة مجموعة من الصلوات والطلبات التضرعية، بينما يضع كبير المطارنة يده على رأس المختار فى حالة أن يكون قمصا، ولا يضعها ان كان اسقفا.
«ندعوك بابا وبطريرك وسيد ورئيس اساقفة الكرازة المرقسية»، هكذا يقول المطران الأكبر.
يلبس البابا التونية «جلباب ابيض»، بعد نهاية السيامة، ويجلس على كرسى صغير فى الوسط ويجلس حوله المطارنة والاساقفة ويرتل الشمامسة ذكصولوجية مارمرقس، التى تم ترتيلها فى اثناء عودة رأس القديس مار مرقس الرسول إلى الديار المصرية. ثم يقرأ كبير الاساقفة التقليد الخاص بالبابا البطريرك والموقع عليه من اعضاء المجمع المقدس، ثم يسلم التقليد الى البابا وهو يقول له «تسلم تقليد رئاسة الكهنوت العظمى لسنين كثيرة وازمنة سالمة محفوفة بالمجد والكرامة»، وهنا يرتل الشمامسة ذكصولوجية البطريرك.
يضع كبير المطارنة الاناجيل الاربعة على رأس البابا ويرتل الشمامسة اكسيوس، ثم يعمل الاساقفة الحاضرون الرشومات الثلاثة، ويرد المرتلون «امين اكسيوس»، فى هذه الاثناء يضع احد الاباء عصا الرعاية على المذبح وبجوارها الصليب.
يبدأ الاساقفة فى وضع ملابس رئاسة الكهنوت قطعة قطعة على البابا، وحينما يلبسونه التاج، يصعدون به الى المذبح ليتسلم الصليب وعصا الرعاية من فوق المذبح، ويقول له كبير المطارنة «تسلم عصا الرعاية من يد راعى الرعاة الاعظم يسوع المسيح، لترعى شعبه، وتغذيه بالتعاليم المحيية، فقد ائتمنك على نفوس رعيته، ومن يدك يطلب دمها» ويتقدم البابا و يتسلم عصا الرعاية والصليب، ويقول المرتلون اكسيوس.
ثلاث درجات يصعدها البابا الى كرسى الرئاسة، ويجلس عليه بمعاونة الاساقفة والشمامسة، بعد ذلك يقدمون له انجيل القديس مرقس، لان بابا الاسكندرية يعد خليفة مارمرقس الرسول، يقبل البابا الانجيل ويتبعه جميع الاساقفة ويقبلون الانجيل، وهو بين يدى البابا الجديد.
يقرأ البابا المزمور والانجيل وهو واقف على كرسيه، «امسكت بيدى اليمنى وبمشورتك اهديتنى وبالمجد قبلتنى» مز 73، والانجيل هو انجيل الراعى الصالح وفى كل مرة يقول «انا هو الراعى الصالح» ويرد المرتلون اكسيوس.
فى نهاية القداس ينزل البابا بملابسه السوداء فى موكب كنسى الى مقبرة القديس مرقس للتبرك من رفاته، ويعلن العيد لمدة ثلاثة ايام، ويصلى البابا ثلاثة قداسات متتالية، ويصوم بعد السيامة سنة كاملة عدا الاعياد السيدية الكبرى.