حل الفنان يحيى الفخرانى ضيفا على معرض الشارقة للكتاب فى دورته ال31 المقامة حتى 17 نوفمبر الجارى، متحدثا عن السينما بعد ثورات الربيع العربى ضمن ندوات البرنامج الفكرى والثقافى المصاحب لفعاليات معرض الشارقة، وبتنظيم من دائرة الثقافة والإعلام، وأدارها الفنان الإماراتى أحمد الجسمى. ورغم أن الفخرانى جاء يتحدث عن الفن؛ فإنه شأن كل الحضور أشاد بإهداء الشارقة كتبا مهداة للمجمع العلمى المصرى الذى احترق.
وأكد الفخرانى أن الفنان الصادق يحتاج وقتا كافيا لاستيعاب الأحداث إن هو أراد أن يحولها إلى الدراما، قائلا إن اقتناع الفنان باتجاه الأحداث وتأثيرها تحتاج إلى سنوات لتتضح بحيث يعكس الصورة التى ستحظى باحترام المشاهد بكل شفافية، وقال: «الفنان الصادق لا يقدر أن يكون جزءا من عمل درامى إلا بعد أن تتضح الصورة جيدا، ويمكن له أن يرى ما حدث بوضوح»، مؤكدا أن أى عمل حول الربيع العربى، وتحديدا حول ثورة 25 يناير فى مصر تحتاج لسنوات لاستيعاب ما جرى لكى لا يقع الفنان فيما سماه الكذب على المشاهدين.
واستشهد الفخرانى بفيلم «رد قلبى» ليوسف السباعى، الذى تثير بعض مشاهده الضحك حاليا، فيما استطاع إحسان عبدالقدوس فى فيلم «آه ياليل يا زمن» أن يكون انعكاسا أكثر صدقا لواقع ثورة 1952 فى مصر. واستدل الفخرانى بحالة الملك فاروق الذى اعتبر أن الدراما المتسرعة ظلمته، ليتم «إنصافه» بعد سنوات وتكتشف مصر أن مصر فى زمن فاروق كان فيها مؤسسات وديمقراطية يسعى الشعب المصرى الآن لبنائها بعد ثورته الأخيرة.
وشدد الفخرانى فى الندوة قائلا: «إن على السينما اليوم دور فى توثيق الأحداث، بحيث تمسى الأفلام الوثائقية التى تسجل الأحداث الحالية «مادة خام» للأعمال السينمائية الحقيقية بعد سنوات».
و«لا خوف على مستقبل مصر وأن مستقبل السينما هى فى يد الفنانين أنفسهم»، قالها الفخرانى مشيرا إلى أنه من المبكر أن يحكم على دور الدولة فى تحديد اتجاهات السينما حاليا، مؤكدا فى حضور وزير الثقافة المصرى د. صابر عرب أن الحكومة التى تحاول كبح الفن الراقى ستخسر، وفى الوقت ذاته أكد أن الفن الردىء هو علامة على اضمحلال الثقافة.
وأشار الفخرانى إلى أنه ملتزم بوسطية الإسلام وأنه لن يغير شيئا فيه وسيظل على ما تربى عليه، مبينا أن المصريين شعب يتميز بالخجل وأنه لن يقدم على عمل يقع فى خانة «العيب».
وحول ما وصلت إلى السينما المصرية من افتقار للنصوص وابتعادها عن الأعمال الروائية الرصينة لكتاب مصر، قال الفخرانى إن لدى مصر الكثير من الأعمال العظيمة لعدد من الروائيين يمكن تحويلها إلى أعمال درامية وروائية، محملا المنتجين مسئولية «الكسل والاستسهلال» والبحث عن الربح السريع. وجدد الفنان يحيى الفخرانى أنه قد يقبل تجسيد شخصية الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فيما لو كان العمل الفنى يتناول شخصية مبارك من زاوية علاقة الأب بابنه، وكيف تسبب هذا الابن فى ضياع أبيه.