سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أزمة استباقية» قبل رفع الدعم عن بنزين 95 ..وعاملون بالمحطات يضاعفون سعره أصحاب محطات الوقود: لم يصلنا القرار رسميًا.. ومواطنون: سيؤدى لرفع أسعار الخضار
اجتاحت محطات تموين الوقود أمس حالة من الارتباك قبل يوم من تنفيذ قرار رفع الدعم عن بنزين 95 ليباع بسعر 5.75 جنيه بدلا من 2.75 جنيه. وطبقا لبعض سائقى السيارات رفعت بعض محطات البنزين أسعاره من تلقاء نفسها، بينما أبدى البعض تخوفهم من زيادات فى أسعار بنزين 92 الذى لا يزال يباع بأسعاره المدعومة. وأكد عدد من أصحاب محطات البنزين بالقاهرة والجيزة ممن استطلعت «الشروق» آراءهم على عدم وصول قرار من الحكومة يفيد بتطبيق زيادة أسعار بنزين 95، بعد رفع الدعم عنه. وقال أحمد ربيع، مدير محطة بنزين: «لم يصلنا القرار حتى الآن، ولا نعرف ما هو السعر الذى ستحدده الحكومة لهذا النوع، وإن كنا علمنا أنه سيصل إلى 6 جنيهات للتر الواحد، وأن هذه الزيادة سينتج عنها أزمة طاحنة فى بنزين 92، خاصة أن سعر لتر البنزين 92، هو 185 قرشا، مقابل سعر بيع البنزين 95 الحالى هو 275 قرشا، وكان الفارق البسيط يجعل المواطن يلجأ لأى من النوعين فى حالة ندرة الآخر، ولكن بعد زيادة سعر البنزبن 95 سيؤدى الفارق الكبير إلى لجوء الجميع إلى بنزين 92 الذى نشك فى وفاء الدولة بطرح الاحتياجات منه.
ويرى يوسف مصطفى، أحد مستخدمى بنزين 95، أن قرار الحكومة برفع سعر بنزين 95 «بالون اختبار ومقدمة لرفع سعر البنزين 90 و92»، وهو ما كانت تنوى الحكومة فعله، ولكن اعتراضات الشارع لجأت لهذه الحيلة، بحجة أن مستخدمى هذه الفئة من البنزين من الأثرياء، ويجب رفع الدعم عنهم، رغم أن عدد مستخدمىه لا يقارن بمستخدمى 80 و90».
وقالت رشا عبدالجليل، محاسبة: «استخدم بنزين 90، وفى حالة عدم وجوده استخدم 92، ولم أستخدم مطلقا بنزين 95 ومع ذلك أرفض رفع الدعم عنه ورفع سعره، لأن هذا الأمر سيعود بالضرر على المواطن العادى، حيث سيؤدى لرفع أسعار الخضر والفاكهة والمواد الغذائية، لأن اصحاب شركات النقل والسيارات يرفعون تكلفة النقل بعد أى قرار بزيادة أسعار المواد البترولية، رغم أنهم لا يستخدمون هذه الفئة من الوقود.
وقال سيد ابراهيم «صاحب شركة صرافة» إنه عندما دخل أحد المحطات خارج القاهرة وجد عامل المحطة يقول له بعد أن انتهى من ضخ الوقود لسيارته إن المبلغ المطلوب 220 جنيها، وعندما احتج قال عامل المحطة إن مدير المحطة أعطاه منشورا حكوميا يفيد برفع سعر اللتر إلى 4 جنيهات وربع الجنيه، مختوما بختم النسر!
وأفاد أحد العاملين بمحطة وقود بأن عددا كبيرا من المواطنين الذين يستخدمون بنزين 95 شكوا من وقوعهم فى عمليات نصب فى محطات أخرى، حيث قرروا مضاعفة سعره قبل صدور قرار حكومى بذلك.
وقال مدير إحدى محطات البنزين رفض نشر اسمه: «بنزين 95 ليس مهما على الإطلاق، فالمحطة يرد عليها يوميا من 700 إلى 800 سيارة تستخدم بنزين 95 مقارنة بالسيارات التى تستخدم 92 والتى يزيد عددها على 2500 سيارة يوميا، مضيفا أن القرار سيئ لأنه سيضع الجميع فى ورطة البحث عن بنزين 92.
فى حين أكدت شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية أن رفع الدعم عن بنزين 95 لن يؤثر على السوق فى شىء ولن يحل أزمة الوقود، وفقا لتصريحات إسلام عرفات، رئيس الشعبة. ووصف عرفات فى تصريحاته ل«الشروق» القرار بأنه «شو إعلامى لتضليل الرأى العام»، موضحا أن نسبة دعم بنزين 95 لا تتعدى ال50 مليون جنيه، من أصل 17 مليارا قيمة دعم الطاقة، وأن ما يتم ضخه فى السوق كله 200 ألف لتر. وشدد على أن الغاء الدعم عن بنزين 95 لن يؤثر فى باقى المواد البترولية الأخرى، مثل السولار والبنزين بكل فئاته.