حالة من الخوف والترقب تنتاب مستثمرى السياحة فى جنوبسيناء قلقا من استمرار التوترات الأمنية فى سيناء، والتى يعنى تكرارها ضياع فرصة أكيدة لتحقيق أرباح من خلال موسم الشتاء الذى بدأ منذ أسابيع، حيث إن ارتباط كلمة «سيناء» بالأحداث الأمنية يعنى لكل الدول المصدرة للسياحة والسائحين وجود خطر، حتى لو كانت الأحداث متركزة فى شمال سيناء وبينما تقع معظم المقاصد السياحية المعتادة فى جنوبها. ويقول هشام على، رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء، إن أغلب المقاصد السياحية فى منطقة جنوبسيناء مثل «دهب» و«طابا» و«نويبع» و«شرم الشيخ» تأثرت بالسلب خلال الأيام الماضية بسبب التحذير الذى صدر خطأ من بريطانيا، والتى تعد ثانى أكبر مصدر سياحى لمصر.
وكانت بريطانيا قد أصدرت تحذيرا لمواطنيها بعدم الذهاب إلى سيناء ووضعت عليها دائرة حمراء دلالة على خطورتها، وهو التحذير الذى اعتذر الجانب البريطانى عنه واعتبر أنه جاء بالخطأ، وتم تعديله بحيث قللت بريطانيا من حدة تحذيرها لمواطنيها، وقالت إنه «ليس من المستحب الذهاب إلى منطقة جنوبسيناء»، وهو التحذير الذى سيؤثر بالسلب على حركة السائحين البريطانيين خلال هذا الموسم»، تبعا لرئيس جمعية المستثمرين.
وأشار هشام على إلى أن هذا التحذير أدى إلى حدوث عدد من الإلغاءات للحجوزات من السوق الإنجليزية لبعض الأفواج التى كانت تنوى المجىء إلى مصر.
وقال على إن مثل هذه الأحداث تقلل من فرص المنشآت السياحية فى تحقيق الأرباح المتوقعة لهذا الموسم، بنحو 25%، حيث اضطر الكثير من المنشآت إلى تقديم تنازلات فى الأسعار لتشجيع بعض الجنسيات على المجىء للمنطقة، مثل السائحين الروس.
وتساهم منطقة سيناء فى بثلث العائد السياحى للبلاد، وتمتلك محافظتا شمال وجنوب نحو ثلثى الغرف السياحية الموجودة فى مصر.
«استمرار حالة الفوضى الأمنية وتكرار أحداث العنف فى منطقة شمال سيناء سيتسبب فى كارثة على قطاع السياحة»، تبعا لما أكده عادل شكرى، الخبير السياحى، موضحا أن منطقة جنوبسيناء كانت تعول بشكل كبير على حدوث انتعاشه خلال الموسم الشتوى الذى بدأ قبل أسابيع، إلا أن تزامنه مع حدوث حالة من الانفلات الأمنى فى شمال سيناء يحدث تخوفا من القدوم إلى سيناء، وإلى مصر عموما، خاصة أن السائح لا يعرف بالضرورة الفرق بين شمال سيناءوجنوبها.
ويضيف شكرى أن نسب الإشغال فى مدينة شرم الشيخ تقترب من ال70%، وكانت هناك توقعات قوية بأن ترتفع إلى 100% فى الكريسماس وحتى منتصف يناير المقبل، فى فترة الإجازات بالنسبة للسائحين الأجانب.
وتتوقع وزارة السياحة أن تصل أعداد السائحين بنهاية العام إلى 12 مليون سائح، بزيادة 20% على العام الماضى، وتشير الأرقام الرسمية إلى أن معدلات الإشغال فى الفنادق السياحية قد زادت بشكل ملحوظ، حيث زار مصر أكثر من 8.8 مليون سائح فى الأشهر التسعة الأولى العام الجارى وبلغت الإيرادات نحو 6,9 مليار جنيه مصرى.
ويطالب هشام على بتحرك سريع من جانب هيئة تنشيط السياحة لمحاولة علاج الأزمة الحالية قائلا إن هذه الأزمة تحتم التغيير من نمط الترويج السياحى المتبع، وتحتم الاتجاه إلى الدعوة لاستضافة مؤتمرات مختلفة فى سيناء لإثبات أن الحالة الأمنية فى الجنوب مستقرة.
وانتقد على الطريقة التى يتم بها التعامل مع جنوبسيناء من حيث الترويج قائلا إنها أكبر منطقة تدر عائدا سياحيا، ومع ذلك أقل منطقة يتم الإنفاق عليها من حيث الترويج.