قال مخرج فيلم (عن يهود مصر): "إنه لن يوافق على عرض فيلمه في إسرائيل لأن الفيلم عن مصر والمصريين، وعرضه في إسرائيل سيفقد قضية الفيلم أهميتها"، وقال المخرج السينمائي أمير رمسيس لأصوات مصرية: "أدرك تمامًا أنه مع عصر الإنترنت سيراه الجمهور هناك شئت أم أبيت عندما يعرض على الفضائيات العربية أو على الإنترنت"، موضحًا أن ذلك "لن يكون بعرض منسّق من جهتنا بأي حال".
كان الفيلم الوثائقي (عن يهود مصر) عرض لأول مرة للجمهور يوم السادس من أكتوبر الجاري ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الأوروبي بدعوة من مؤسسة ومديرة المهرجان المنتجة ماريان خوري، وكان الإقبال الشديد على مشاهدة الفيلم دفع إدارة المهرجان لعرضه ثلاث مرات يوميًا ليتمكن أكبر عدد ممكن من الجمهور من حضور العرض داخل القاعة التي تتسع لمائتي متفرج، إضافة لمن قرر الدخول ومشاهدة الفيلم وقوفًا أو جلوسًا على الأرض.
من أبرز ما قدمه الفيلم أنه كشف ووثق قصة حصول هنري كورييل المفكر اليساري أثناء تواجده في فرنسا على خطة العدوان الثلاثي على مصر قبل حدوثه.
قدم الفيلم من خلال حكايات إنسانية مختلفة نماذج من عمليات التهجير القسري والعشوائي التي جرت لليهود المصريين والإجبار على التوقيع على التنازل عن الجنسية المصرية، وعلى التعهد بعدم العودة لمصر، وفي نفس الوقت أشار الفيلم إلى الحياة الطبيعية المنسجمة التي شهدها اليهود المصريون في مصر قبل عام 1954 في مقابل تجارب اضطهاد مريرة عاشها اليهود في بلدان أوروبا الشرقية ومناطق أخرى من العالم.
يتبين أن تفجيرات فاشلة عرفت باسم "فضيحة لافون"، (نسبة إلى اسم مخطط العملية وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون)، قد وقعت في مصر صيف عام 1954، وكشفت السلطات المصرية عن تورط يهود مصريين في تنفيذها، واعتبر محللون القضية نقطة فاصلة في حياة اليهود في مصر الذين حدثت بحقهم لاحقًا عمليات تهجير عشوائية تصاعدت وتيرتها عقب العدوان الثلاثي (البريطاني-الفرنسي–الإسرائيلي)على مصر عام 1956.
نجح المخرج أمير رمسيس في تبديد مخاوف عدد قليل من اليهود المصريين الباقين في مصر لتسجيل شهاداتهم وعرضها في الفيلم، من خلال عرض ما سجله عليهم وتأكيده على استقلالية رؤية الفيلم، من بين هؤلاء ألبير آري ونولة درويش، إضافة لعشرة من اليهود المصريين الآخرين المقيمين في فرنسا.
عبر السياسي والإعلامي عمرو حمزاوي عن رأيه في العمل قائلا: "إن العمل يوثق لحالات يهود مصر في القرن العشرين والتحولات المأساوية التي حدثت لهم عندما هجروا قسرًا في الخمسينيات"، مشيرًا إلى أنهم "أخذوا بجرم لم يرتكبوه، بينما كان كثير منهم رافضين لإقامة دولة إسرائيل."