تزين الألعاب النارية سماء قصر ميرافلوريس الرئاسى فى العاصمة كاراكاس فرحا بستة أعوام جديدة تعيشها فنزويلا تحت حكم هوجو تشافيز إثر فوزه بولاية رابعة فى انتخابات أمس الأول. والرئيس «الشعيد» يكتب فى حسابه على موقع «تويتر» «شكرا لشعبى الحبيب تحيا فنزويلا يحيا بوليفار! الحمد للرب! شكرا لكم جميعا!». انتصار تشافيز (58 عاما)، الذى يحكم البلاد منذ عام 1999، جاء بفارق مريح؛ حيث أظهرت النتائج شبه النهائية أمس، بعد فرز 90% من الأصوات، حصوله على 54.42% من الأصوات مقابل 44.97% لمنافسه إنريكى كابريليس، الذى حقق أفضل نتائج للمعارضة أمام تشافيز، فى أحد أفضل النظم الانتخابية فى العالم، بحسب وصف الرئيس الأمريكى الأسبق، رئيس مركز كارتر الدولى لمراقبة الانتخابات، جيمى كارتر.
هذا الفوز ربما لم يتفاجأ به الكثيرون، فالرئيس الفنزويلى يعد خبيرا فى الاقتراعات، حيث خاض 15 انتخابا واستفتاء طيلة مدة حكمه لم يخسر سوى واحد منها، وهو الاستفتاء على تعديل بعض المواد الدستورية عام 2007.
ودوما، يحظى تشافيز بدعم الطبقات الشعبية، التى تمثل غالبية الشعب الفنزويلى بفضل البرامج الاجتماعية العديدة التى أقرتها حكومته وقد سمحت هذه البرامج، الممولة من العائدات النفطية فى البلد الذى يملك أكبر احتياطى نفطى فى العالم، بتحسين حياة العديد من المواطنين فى مجالات الصحة والسكن والتربية.
غير أن البلاد لا تزال تعانى من نسبة جرائم مرتفعة وتضخم مرتفع بلغ 26.7% عام 2011، بحسب البنك المركزى، فضلا على فساد مستشر، حيث تصنف فنزويلا فى المرتبة 172 من أصل 182 على قائمة الدول الاكثر فسادا للعام 2011، وفقا لمنظمة الشفافية الدولية.
ومن العلامات الفارقة فى مشور تشافيز، الذى يأخذ عليه منتقدوه أنه يسخر موارد الدولة لخدمة قضية واحدة هى البقاء فى الحكم، أنه أجرى استفتاء عام 2009، تم التصديق عليه، من أجل تعديل بعض المواد الدستورية، مما يسمح للرئيس بأن يترشح للانتخابات الرئاسية دون التقيد بعدد مرات محددة.
وفى السياسة الخارجية، تمثل معارضة تشافيز للإمبريالية الأمريكية عاملا مهما فى مشروعه السياسى، الذى يطلق عليه اسم «اشتراكية القرن الحادى والعشرين»، وهو ما يمثل مفارقة كبيرة، حيث إن الولاياتالمتحدة هى الشريك التجارى الأول لفنزويلا والمستورد الأول لصادراتها البترولية.
وسيكون أمام الرئيس اليسارى، الذى أعلن العام الماضى عن تعافيه من ورم سرطانى أصاب قولونه، فرصة مدتها ست سنوات لتعميق نظامه الاشتراكى، الذى تموله عائدات البترول، ودعم حلفائه فى أمريكا اللاتينية، فضلا على الصين وإيران.