بدأت فكرة هذا الكتاب "حق الاختلاف.. المسكوت عنه في الثقافة المصرية" لمؤلفه الفنان التشكيلي والكاتب مجاهد العزب، للمشاركة في مؤتمر أدباء مصر ديسمبر 2010، ببحث في إطار عنوان المؤتمر الرئيسي "تغيرات الثقافة وتحولات الواقع".
كان محور البحث «الشعر» مما تسبب فى دخول الكاتب في مسار وجده أكثر أهمية وفائدة عن مسألة رصد حركة الشعر الجديد، وعلاقته باستخدام الحديث من وسائط التكنولوجيا، والانتقال بالنشر عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، وأثر ذلك على بنية الشعر عبر أزمنته المختلفة.
تناول الكاتب مختلف جوانب الثقافة في علاقاتها وتحولاتها، وما شهدته من تطورات خلال سنوات.
يرى مجاهد العزب، أن مفهوم الثقافة العربية يؤكد أن اللغة العربية كانت الوسيلة الرئيسية للتواصل، والتعبير عن الذات.
ويضيف ومفهوم الحضارة، بالإضافة إلى كونها تشمل الثقافة، فإنها تشمل أيضًا جوانب من حياة الشعوب قابلة للتقدم والارتقاء، كما أنها قابلة للركود والاضمحلال.. وبمعنى آخر، فإن الحضارة بجانبيها الفكري والمادي هي نتاج أو حصيلة صراع الإنسان والمجتمع في معركة البقاء والارتقاء، من خلال استخدام العقل البشري ومنجزاته المادية وغير المادية.
ومن آرائه أيضًا: "إن النمو الثقافي لا يترتب عليه رقى حضاري؛ فالعرب مثلا عرفوا درجات عالية من الإنتاج الشعري في أيام الجاهلية، بلغت ذروتها مع شعراء أمثال الشنفري "ثابت بن أوس الأزدي" والمهلهل "عدي بن ربيعة التغلبي" وغيرهم.. إلا أنهم لم يكونوا متحضرين حتى بمقاييس عصرهم؛ إذ إنه لا حضارة في التاريخ قبل الثورة الزراعية، والتي ترتب عليها وجود المجتمع.
ويؤكد مجاهد العزب، أنه إذا كان الفكر المبدع هو الركيزة الأساسية للتطور الحضاري؛ فإن غيابه يشكل جوهر التخلف.. وتبعًا لذلك، فإن العقل المبدع هو المحرك الوحيد للفكر المبدع الخلاق، والإبداع الفكري يقوم على صهر أفكار الماضي والحاضر، وعلى خلق مجموعة من البدائل أو الإمكانات الفكرية، التي تساعد على تطور الإنسان والمجتمع.