أعلنت هيئة التلفزيون الإسباني (تي في أي) التي تمولها الدولة أنها ستبث الشهر القادم أول مباراة لمصارعة الثيران، منذ 6 سنوات، وهو قرار مثير للجدل يجئ في توقيت تواجه فيه هذه اللعبة معارضة جماهيرية متزايدة. وتجتاز هيئة التلفزيون الإسباني فترة عصيبة هذا العام، شهدت تقليص ميزانيتها بنسبة 37 %، واضطرت للاستغناء عن عدد من أبرز المذيعين، فيما تسعى الحكومة الإسبانية التي تنتمي ليمين الوسط إلى تنفيذ سلسلة من الإصلاحات شملت قيادات الهيئة.
وقررت هيئة التلفزيون إذاعة مباريات مصارعة الثيران، التي تم حظرها في بعض المناطق بإسبانيا، بعد أن اتفق المصارعون ومربو الثيران والقائمون على الدعاية والإعلان التنازل عن مستحقاتهم المادية المتعلقة بحقوق البث.
وتتباين لدرجة كبيرة آراء الناس في إسبانيا بشأن مصارعة الثيران، إذ يعتبرها البعض لا إنسانية، فيما يقول فريق آخر إنها تمثل جزءا لا يتجزأ من الثقافة التقليدية للبلاد، وصنفت مصارعة الثيران في العام الماضي على إنها فن، وأسندت إلى وزارة الثقافة الإسبانية مهمة الإشراف عليها.
ويشتهر رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، بأنه من عشاق مصارعة الثيران، وكانت هيئة التلفزيون الإسبانية قد قررت عام 2006 وقف بث مباريات مصارعة الثيران إبان فترة حكم الحكومة الاشتراكية السابقة، إذ اعتبرتها لا تتناسب مع الأطفال، على الرغم من عدم وجود قيود على السن بشأن حضور مبارياتها.
وقال التلفزيون، إنه سيبدأ من الخامس من سبتمبر القادم بث مباريات مصارعة الثيران التي تضم عددا من أشهر المصارعين في البلاد.
وطلبت إسبانيا بالفعل المساعدة لبنوكها المتعثرة، لكنها لم تطلب حتى الآن مساعدة دولية لخدمة ديونها السيادية، برغم تجاوز العائد على سنداتها الحكومية لأجل عشر سنوات سبعة في المائة، وهو مستوى يعتبره كثيرون لا يمكن تحمله.
وقالت مؤسسة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني، إن التصنيف السيادي لإسبانيا لن يتأثر إذا طلبت الحكومة حزمة إنقاذ كاملة في الوقت الذي تواجه فيه صعوبة في الوفاء بالتزاماتها المالية.