أظهر تقرير نشره مركز "بيو" Pew الأمريكي للأبحاث أن الإنترنت تفوق على الصحف المطبوعة كمصدر للأخبار فى الولاياتالمتحدة عام 2008. التقرير أظهر أن حصة الإنترنت من حيث نسبة الاعتماد عليه كمصدر للأخبار بين الأمريكيين قد ارتفعت من 24% إلى 40% خلال عام واحد، مقابل 35% مازالوا يعتمدون على الصحف فى الحصول على الأخبار. صحيفة ال«نيويورك تايمز» علقت على التقرير بأنه لا يعنى انخفاض شعبية الصحف الورقية، بقدر ما يظهر تضاعف عدد القراء المعتمدين على الإنترنت، فى حين أن الصحف ماتزال تحظى بشعبية زادت قليلا خلال العام الماضى، مايكل ديموك مدير مركز Pew للأبحاث يعتقد أن انتخابات الرئاسة الأمريكية كان لها دور كبير فى هذا التحول للإنترنت، حيث يفضل معظم الناس متابعة وتبادل أخبار مرشحهم المفضل بطريقة لا تسمح بها وسائل الإعلام التقليدية وتتيحها الشبكة العنكبوتية. وأضاف ديموك أن التغطيات السياسية تكون أفضل على الإنترنت بفضل الخدمات التفاعلية مثل استطلاعات الرأى والتعليقات، الشىء الذى لا تتيحه أى وسيلة أخرى سواء الصحافة أو التليفزيون. وقد كان هذا التحول الكبير ناحية الإنترنت مؤلما بالفعل للصحف الورقية التى لم تتمكن من جنى أرباحها المعتادة من الإعلانات مثل السابق، والأمر كما يراه البروفيسور سرينيفاسان، أستاذ الصحافة فى جامعة كولومبيا الأمريكية، مجرد استبدال لدولارات الإعلانات فى الصحف الورقية بسنتات إعلانات الإنترنت الرخيصة والمؤثرة. أما كاتب صحيفة الجارديان، روى جرينسليد، فيعتقد أن عام 2009 سيكون عاما صعبا على الصحف الورقية، متوقعا أن تغلق المزيد من الصحف، وأن يخسر الكثير من الصحفيين وظائفهم، وأن يتحول الأمر برمته من مجرد موقف صعب إلى موقف شديد الخطورة. من ناحية أخرى، يزداد عدد الصحف التى توقفت طبعاتها الورقية وتكتفى بمواقع لها على الإنترنت، أشهرها صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية التى أوقفت العام الماضى النسخة الورقية واكتفت بموقعها الإليكترونى فقط، وتبعتها العديد من الصحف الأخرى فى الولاياتالمتحدة وكندا ودول أوروبية، أحدثها صحيفة «ذا مونيتور» الكندية والتى أنشئت عام 1926.