بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 13 مايو بعد انخفاضه في 7 بنوك    زيادة جديدة.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 13 مايو 2024 في المصانع والأسواق    البيضاء تواصل انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الإثنين 13 مايو في البورصة والأسواق    بالصور.. نائب القاهرة للمنطقة الجنوبية تكشف تفاصيل تطوير مسجد السيدة زينب    استعداد المستثمرين لدعم رؤية الحكومة في زيادة أعداد السياح وتحفيز القطاع السياحي    10 معلومات عن السيارات الكهربائية.. مقرر طرحها للاستخدام خلال ساعات    الكرملين يؤكد بقاء رئيس هيئة الأركان العامة جيراسيموف في منصبه    مقتل 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين بسبب قصف أوكراني جديد على مدينة بيلجورود    وكيل «خارجية الشيوخ»: مصر داعية للسلام وعنصر متوازن في النزاعات الإقليمية    «اللاعبين كانوا مخضوضين».. أول تعليق من حسين لبيب على خسارة الزمالك أمام نهضة بركان    قرار عاجل من اتحاد الكرة بسبب أزمة الشحات والشيبي    تدريبات خاصة للاعبي الزمالك البدلاء والمستبعدين أمام نهضة بركان    تفاصيل ما حدث بين اتحاد الكرة ولجنة الانضباط في أزمة الشحات والشيبي    عبد الملك: هدف الجزيري أعاد الزمالك للمنافسة بقوة على لقب الكونفدرالية    بطولة العالم للاسكواش 2024.. مصر تشارك بسبع لاعبين في الدور الثالث    حدث ليلا| زيادة كبيرة في أراضي الاستصلاح الزراعي.. وتشغيل مترو جامعة القاهرة قبل افتتاحه    محاكمة متهمي قضية اللجان النوعية.. اليوم    تشديد عاجل من "التعليم" بشأن امتحانات الشهادة الإعدادية (تفاصيل)    مرتديا النقاب.. سيدة تستعين بشاب للشروع لضرب صاحب سوبر ماركت في الوراق    مدحت العدل: أنا مش محتكر نيللي كريم أو يسرا    افتتاح مسجد السيدة زينب.. لحظة تاريخية تجسد التراث الديني والثقافي في مصر    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    «من حقك تعرف».. هل المطلقة لها الحق في نفقة العدة قبل الدخول بها؟    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    كاميرون: نشر القوات البريطانية في غزة من أجل توزيع المساعدات ليس خطوة جيدة    «الإفتاء» تستعد لإعلان موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات قريبًا    الأمن يحل لغز العثور على جثة شاب أمام وحدة إسعاف في قنا    رئيس الوزراء الإسباني يشيد بفوز الإشتراكيين في إنتخابات كتالونيا    العدو يحرق جباليا بالتزامن مع اجتياج رفح .. وتصد بعمليات نوعية للمقاومة    سيرين خاص: مسلسل "مليحة" أظهر معاناة الشعب الفلسطيني والدعم المصري الكبير للقضية    مسلسل لعبة حب الحلقة 24، فريدة تعلن انتهاء اتفاقها مع سما    قصواء الخلالي تدق ناقوس الخطر: ملف اللاجئين أصبح قضية وطن    بعد مباراة نهضة بركان.. تدريبات خاصة لبدلاء ومستبعدي الزمالك    أمير عزمي: نهضة بركان سيلجأ للدفاع بقوة أمام الزمالك في الإياب    استثمار الذكاء الاصطناعي.. تحول العالم نحو المستقبل    قوات الاحتلال الإسرائيلي تداهم عددا من المنازل في بلدة عزون شرق قلقيلية    المصريين الأحرار يُشيد بموقف مصر الداعم للشعب الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد مستشفى الحميات وتوجِّة باستكمال العيادات (صور)    رئيس مجلس الأعمال المصري الماليزي: مصر بها فرص واعدة للاستثمار    طلاب آداب القاهرة يناقشون كتاب «سيمفونية الحجارة» ضمن مشروعات التخرج    أربع سيدات يطلقن أعيرة نارية على أفراد أسرة بقنا    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    الكشف على 1328 شخصاً في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع    وقوع حادث تصادم بين سيارتين ملاكي وأخرى ربع نقل بميدان الحصري في 6 أكتوبر    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    وزيرة الهجرة تبحث استعدادات المؤتمرالخامس للمصريين بالخارج    حظك اليوم برج العذراء الاثنين 13-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. لا تعاند رئيسك    عمرو أديب يعلن مناظرة بين إسلام البحيري وعبدالله رشدي (فيديو)    رئيس جامعة المنوفية يعقد لقاءً مفتوحاً مع أعضاء هيئة التدريس    الأعلى للصوفية: اهتمام الرئيس بمساجد آل البيت رسالة بأن مصر دولة وسطية    أمين الفتوى: سيطرة الأم على بنتها يؤثر على الثقة والمحبة بينهما    منها إطلاق مبادرة المدرب الوطني.. أجندة مزدحمة على طاولة «رياضة الشيوخ» اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم ما بعد بن لادن
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 05 - 2011

عاش بن لادن كى يدفع بالتاريخ إلى الوراء لإعادة بناء الخلافة الإسلامية. وقد مات وهو شخصية هامشية بالنسبة لتحول العالم العربى المتجه بسرعة نحو التعددية والتعبير عن الذات.
بلغ بن لادن النضج بينما كان العالم العربى يتحول من القومية الناصرية إلى اكتشاف الهوية فى الإسلام السياسى. وكان ذلك شكلا قويّا من التحدى المعادى للغرب. ويأتى موته بينما الثورات ما بعد الإسلاموية تطيح بالاستبداد من تونس إلى القاهرة باسم القيم الديمقراطية التى طالما حُرِم منها العرب الذين يسعى الآن غالبيتهم الساحقة إلى توازن معقول بين الحداثة ودينهم. فلقد خلَّص الكبرياء العربى نفسه من عقدة الغرب.
استمدت حرب بن لادن المقدسة الدعم من «الغربنة» بمعنى إذلال العرب على يد كل من الهيمنة والعدوان الغربيين المتصورين. وربط بن لادن هذا الاستياء بقدرة القاعدة على القتل الجماعى بدون هدف.
ومات بن لادن بينما العرب يبتعدون بشكل جماعى عن سياسة الغضب والانتقام الموجهة بشكل أساسى للخارج، نحو سياسة المسئولية والحكم التمثيلى الجديدة الموجهة بشكل أساسى نحو الداخل.
وليس توقيت الوفاة على أيدى القوات الأمريكية هو وحده المناسب، بل كذلك مكانه بعيدا عن الشرق الأوسط الذى فقد الاتصال به.
فلقد مات فى باكستان. أو بالأحرى فيما يسمى بالمسرح الأفباكستانى، حيث تسبب عقد من الحرب فى تغذية الأيديولوجية الجهادية رغم فقدانها الجاذبية بالنسبة للشباب العربى الذى يجيد التعامل مع شبكة الإنترنت فى المنطقة التى شهدت مولده.
لقد ولت حقبة كانت عقدا مؤلما من التشتت والضربة الأمريكية الموجعة. وسمم القتل الجماعى الذى كان مؤلما إلى حد اختزاله فى ثلاثة أرقام 11/9 قرنا جديدا فى بدايته. وكان بن لادن هو قطرات ذلك السم الذى ينساب ببطء.
كنت ذلك اليوم فى مدينة نيويورك، عند نهاية جادة أطلانطك بجوار نهر إيست، عندما قال لى شخص بجوارى: «انظر مركز التجارة يحترق». وهكذا، وفى وضح النهار، بدأ الرعب المدمر الذى حول البشر إلى تراب وهز أكثر افتراضات الأمريكيين ثباتا بشأن الأرض التى تحولت إلى «وطن».
اليوم أنا فى بنغازى، حيث يقاتل الليبيون الشجعان المصممون على تشكيل مجتمع لائق حاكما عربيا مستبدا هو معمر القذافى، الإرهابى أحيانا وذابح الأمريكيين، الذى ادعى معاداته للقاعدة لضمان دعم الغرب.
الواقع بالطبع أن طغيان القذافى، الذى يجب أن ينتهى، غذى التطرف نفسه الذى ادعى أنه يعاديه. إذ اعتمد بن لادن على الاستبداد العربى وعلى النفاق الأمريكى المتورط فى دعم ذلك القمع.
مات بن لادن وقد جعلت أمريكا الرئيس أوباما التحول الديمقراطى فى العالم العربى على أقل تقدير هدفا أمريكيا شبه جاد لأول مرة. ولا تكمن معاداة الإرهاب الفعالة فى حرمان منطقة بكاملها من الحقوق الأساسية. فهذا الشىء تم استيعابه.
هناك أمل فى هذا الانتقال من الغضب العربى الانتحارى الخاص بالحادى عشر من سبتمبر إلى مقاومة ثورة 27 فبراير الليبية فى بنغازى والثورات والانتفاضات الأخرى التى اجتاحت المنطقة.
ومازال هناك طريق طويل لابد من قطعه فالقاعدة لم تمت لكن أول خطوة هى أصعب خطوة؛ ويلى ذلك تحطيم العقل العربى الأسير، وانتصار المشاركة على السلبية، وهزيمة الخوف. وكانت خلافة بن لادن الوردية هى السلوى للمحرومين من حقوقهم وغير الممكَّنين واليائسين. فالشاب الذى لديه عمل وصوت وتوقعات مستقبلية لا يحتاج إلى حور عين فى الجنة.
وكانت أمريكا قد غذت أيديولوجية بن لادن فى البداية كوسيلة لهزيمة الإمبراطورية السوفييتية، قبل أن يصبح هدفا لها. وسبق الإهمال ونشوة نهاية التاريخ الضربة غير المتوقعة المدمرة.
وخلال عقد منذ ذلك الحين كانت هناك ضربة غير متوقعة أخرى نتيجة لحربين عقابيتين ولسياسة خاطئة.
إن هذا يوم انتصار لرئيس أمريكى شاب غيَّر السياسة، وتخلى عن تسمية سلفه الرهيبة الخاطئة، الحرب العالمية على الإرهاب، كى يركز بدقة على الإرهابيين الذين عقدوا العزم على إلحاق الأذى بالولايات المتحدة وحلفائها. وكان بن لادن قد أغرى جورج دابليو بوش على الوقوع فى شباكه.
أما أوباما فقد رأى ضرورة الاقتلاع والاتصال الاقتلاع من الحروب والاتصال بالأغلبية المسلمة المعتدلة.
وكان الانتقال غير مستو لكن منجزاته لا شك فيها.
فالمجتمعات المفتوحة تذهب إلى تلك المنجزات فوق دوائر من العقيدة المتعصبة؛ إنها تتعلم من الأخطاء.
كيف يمكن إذن استكمال العمل والا نميت بن لادن وحده، بل حركته كذلك؟ أخرجوا القذافى بما يتسم به من قسوة وبأسرع وقت. وجهوا الثورات العربية الوجهة الصحيحة بالدعم السياسى والتمويل الدائمين. إذ لابد أن تعنى الديمقراطية العربية فرصة عربية.
أنهوا الحرب فى أفغانستان بمجرد تلبية متطلبات الأمن الأمريكية الأساسية. اجعلوا أقرب حلفاء أمريكا فى المنطقة، إسرائيل، تفهم أن الشرق الأوسط المتغير لا يمكن مقابلته بالسياسات الإسرائيلية التى لا تتغير.
ولابد أن ترقى فلسطين، شأنها شأن إسرائيل، إلى عصر ما بعد أسامة من المسئولية والتمثيل الذى يبزغ فجره فى المنطقة.
كانت حملة 2012 الانتخابية تحظى بقدر قليل من الاهتمام.
وأوباما، كما كتبت من قبل، رجل محظوظ. وأشك أن الحظ والعزم يمكنان الرئيس من الحكم لفترتين. وقد نال أوباما من أسامة لأنه أجرى تغييرا أوسع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.