كان شباب الألتراس ضمن فرق شباب ثورة كل المصريين. والألتراس جعلوا التشجيع فى مباريات كرة القدم جميلا وملونا على الرغم من بعض المشاغبات هنا وهناك، وصواريخ وشماريخ هناك وهنا. واليوم أشد على يد كل شاب منهم، وخاصة هؤلاء الذين حضروا مباراة الأهلى والترسانة الودية، حيث حرصوا على تحية الشهداء ورفعوا لافتات تقول: «كتبتم بدمائكم الحرية لبلدكم». وقاموا بغناء النشيد الوطنى. وهى روح وطنية وثابة تمنحنا الأمل فى بناء مصر الجديدة. مصر التى انتظرناها سبعة آلاف عام. مصر الحرية للجميع. والكرامة لكل واحد. واليوم أطالب مجموعات الألتراس من أنصار الأهلى بالتوجه إلى استاد الكلية الحربية لمساندة الزمالك فى مباراته مع ستارز الكينى. والمباراة فى حد ذاتها ليست معضلة، فالزمالك فاز بأربعة أهداف نظيفة فى الذهاب. لكن الفكرة هى تأكيد التوحد والوحدة بين الشباب. وإعلان نهاية عصر التعصب الأحمق. والتأكيد على مفاهيم الديمقراطية. فمن حقك أن تشجع الفريق الذى تريد. كما أنه من حق غيرك أن يشجع الفريق الآخر. وأنتم ياشباب قدوة للثوار، وقد كنتم وقودا للثورة. أنتم سترفعون شعار بناء مصر والحفاظ عليها.. كنت أتمنى من مذيعة برنامج «نهارك سعيد» أن تتعلم من الكاتب الصحفى والزميل إبراهيم عيسى وهو يتحدث فى برنامج مصر النهارده عن انزعاجه من التعامل مع ثورة 25 يناير كما لو أنها احتفالية بفوز مصر بكأس الأمم الأفريقية. فقد قالت المذيعة لكريم حسن شحاتة إن الثورة كانت بروح الفريق الفائز ببطولة. والواقع أن ماحدث فى مصر كان أكبر وأعمق وأهم ألف مرة من الفوز بمباراة. أظن أن الفوز بالحرية والكرامة لايساويه أى انتصار.. أعود إلى إبراهيم عيسى.. فهو واحد ضمن مجموعة «الصحفيين الشجعان»، حين كانت الشجاعة ضرورة وحاجة وكفاحا ومخاطرة. وليست كما هى الآن. امتطاء لموجة. وكان عيسى صادقا ودقيقا وممتعا، عندما تحدث عن الثورة كما رأها وكما عاش أحداثها. وكيف بدأت بلاتخطيط. وكيف أن وقودها هم الشباب.. لكنها ثورة كل المصريين. وكيف أن الهتاف للحرية سبق النداء للخبز. وكيف أن أمام مصر ثلاثة مشروعات. وهى مشروع البرادعى السياسى، ومشروع التنمية لفاروق الباز. والمشروع العلمى لأحمد زويل.. كان ذلك أول ظهور لإبراهيم عيسى فى التليفزيون المصرى الرسمى منذ سنوات. ولعل عسى وضيوف برامجه فى المستقبل يكونون على قدر المستوى من الفكر والثقافة. فيكون لكلامهم قيمة ومعنى بدلا من هذا الهراء الذى ظل يكرره البعض كلما طلوا علينا..