●● هالنى ما قرأت، فأسرعت باحثا عن اليقين.. فقرأت على صفحة ألتراس أهلاوى بالفيس بوك نفيا قاطعا لما يسمى بجيش ألترا الحر، وجاء فى النفى بالنص: «جروب ألتراس أهلاوى ليس له علاقة بالتفاهات المنتشرة حاليا وهدفها تشويه الجروب أمام الرأى العام. ليس لنا علاقة بموضوع جيش الألتراس.. وجب التنويه عن ذلك»..؟ ●● إذن هناك من يلعب بالنار ويزرع الفتنة، خاصة أن قصة جيش الألتراس الحر كما جاءت فى صفحات ومواقع، تشيع أنهم شكلوا جيشهم الخاص لحماية أنفسهم ولحماية الثوار والوطن وذلك لأن جيش مصر لم يحميهم..؟
●● إذن لن أيأس حتى لو كنت أقف فوق جبل اليأس. فسوف ينتصر الخير وسوف ينتصر العقل.. لكنى أستجير وأنادى على الدولة.. أين أنت يا دولة، اين أنت يا برلمان، يا وزراء، يا جيش، ويا شعب.. كيف يصمت الجميع إزاء ما يجرى، وقد حذرت منه قبل أن يجرى.. حذرت من صمت البرلمان وصمت الميدان وصمت الحكومة وصمت الوزارة وصمت الإدارة وصمت المجلس القومى وصمت المجلس العسكرى وصمت الشعب وصمت النجوم وصمت الكواكب.. أسابيع من التحذير ومن الكتابة منذ وقعت الجريمة.. ولم يتحرك أحد. دائما الحركة بعدما يغادر القطار المحطة. فتبدأ الهرولة. تبدأ المحاولات. بعد أن سبق السيف العزل. وقطع سيف الصخب والهستيريا رقبة العقل. حذرت ألف مرة هنا وهناك من تأخر العقاب. ومن سياسة صمت الحملان. وقلت نصا إن الصعب لم يأت بعد.. وها قد جاء؟
●● بورسعيد ثائرة وغاضبة.. كأنه لم يسقط ضحايا ولم تقع جريمة، وكأنه لا يوجد نظام ولا يوجد قانون..وكأن ما وقع كان فى دولة أخرى فى كوكب آخر.. ومن أسف أن مسيرات الغضب تحركت حين تحرك القانون. أنتم جميعا لا تريدون القانون ولا تعرفون القانون، ولا تعترفون بالقانون. ومن أسف أكثر أن الهجوم المضاد بدأ وخرج من نواب فى البرلمان، ومارسه نائب بكى وأبكانا وهو أكرم الشاعر لإصابة أصابت نجله، فجعله مصابنا جميعا.. ألم يشعر أن اغتيال 74 شابا يعد جريمة مفزعة؟
للأسف، وقد بات الأسف مستمرا ودائما، خرج الهجوم المضاد من نواب فى مجلس الشعب الذى يمثل الشعب، فسكت كل مجلس الشعب كأنه لا أحد يدرك حجم الكارثة وحجم الاحتقان الذى يشتعل ويزيد بتخطيط وتدبير.. وفى المقابل هناك من يستغل الكارثة بألعاب الشياطين؟
●● مصر تمر الآن بمرحلة شديدة الخطورة. وكل من يشارك فى صناعة كارثة أكبر من الكوارث التى مضت، سوف يحمِّله التاريخ مسئولية المشاركة فى الجريمة الكبرى.. جريمة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. لعن الله من أيقظها ومن أشعلها، ومن لا يريد أن يُطفئها، ومن يظن أنه فوق القانون وفوق الدولة، لعن الله كل شيطان رجيم يمارس تعاويذ وألاعيب الشياطين، فجعل مصر، مزدحمة، منفلتة، متوترة، خائفة، مختنقة، متخانقة، محبطة، يائسة.. مصر أخرى التى لا نعرفها ولم نعرفها؟