يعبر عدد متزايد من العرب الإسرائيليين عن نيتهم عدم التصويت في الانتخابات التشريعية في العاشر من فبراير المقبل لعدة أسباب منها أحداث غزة الدموية واقتناعهم بعدم جدوى التصويت. ويقول إيهاب عيسى الذي يعمل في مطعم عائلته في مدينة الناصرة إنه لن يصوت في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية : "أنا لا استطيع التأثير في سياسة هذه الدولة التي تقوم بحرب كل ثلاث سنوات". وأكد إيهاب - 28 عاما - أن الحرب على غزة دمرت الفلسطينيين 22 يوما من القتل والمذابح , مضيفا : "أنا لا اعرف ماذا استطيع تغييره في الكنيست لو انتخبت ، لا شيء سيتغير". ويوضح إيهاب أنه صوت في الانتخابات بلدية الناصرة : "لانني اعرف أن البلدية تعبد وتنظف الشوارع ، ولكن لا اعرف ماذا تفعله لي الحكومة الاسرائيلية والانتخابات". ويذكر أن نسبة التصويت في الانتخابات الاخيرة بلغت 5.58% لدى العرب الإسرائيليين وشرح عبد شحرور - 33 عاما - موقفه قائلا : "أنا لا اريد أن أصوت ، أحداث غزة أثرت على الصغار والكبار". وتتنافس ثلاث قوائم عربية في الانتخابات في حملة انتخابية قصيرة جدا انصب فيها الاهتمام على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وتكاد مظاهر الانتخابات المعتادة من صور كبيرة للمرشحين تغيب عن شوارع مدينة الناصرة وأم الفحم وكفر قاسم وكفر قرع باستثناء عدد متواضع من اللافتات. وقال مهران عزب - 24 عاما - الذي يعمل في مقهى في قرية كفر قرع : "الوضع لا يطمئن , أنا محتار ومشوش , لم أقرر التصويت حتى الان". وأضاف : "اعتقد أن أصدقائي أيضا لا يريدون التصويت , فكل شيء ضبابي بالنسبة لنا" , متسائلا : "ماذا ستفعل لنا الانتخابات؟". من جانبه يقول فؤاد - 27 عاما - الذي يعمل مدرب قيادة في بلدة أم الفحم : "أنا لا انتمي لأي حزب ولكن حسب رأيي اعتقد أن نسبة عالية من الشباب لا تريد التصويت نتيجة الحرب على غزة ، والقهر والوضع العام الذي يحكمه التمييز عنصري". وتابع : "أنا التقي يوميا مع عشرات الشباب , هم يحتجون ولا يريدون التصويت لأنهم عاطفيون ويتحكم بهم الغضب نحو المؤسسة الصهيونية التي لا تمثلهم". أما المحامي أمير جبارة - 26 عاما - من مدينة الطيبة فيدافع عن قراره المشاركة في الانتخابات قائلا : "نحن أقلية وأريد أن ادلي بصوتي حتى يؤثر ويبعد اليمين المتطرف عن السلطة ولكي يزيد عدد المقاعد العربية في الكنيست , ويضيف أن : "عدم التصويت يصب في مصلحة المتطرفين" , لكنه لم يقرر حتى الأن لأي جهة عربية سيصوت. وشدد : "بالرغم من قناعتي التامة بالتصويت إلا أنني ارى أن الأحزاب العربية غير قادرة على تغيير الواقع ، وتعمل في قضايا جانبية وتهمل قضايا جوهرية تمس واقعنا". وأشار جبارة إلى مشكلة الانتماء : "نحن كفلسطينين نشعر بالألم لأننا نقع بين المطرقة والسندان ، فالفلسطينيون في الضفة والقطاع ينظرون إلينا كعرب إسرائيليين خارج الجسم الفلسطيني ، وينظر إلينا اليهود كفلسطينيين خارج إطار الدولة وبأننا جسم غريب لا نحظى بحقوق متساوية ، كل هذا يجعل الشباب محبط ومشوش". ورأى الدكتور عفو اغبارية من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أن : "الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة تلقي بظلالها على الانتخابات ، فالناس تشعر بالاحباط والغضب واللامبالاة وقد تنخفض نسبة التصويت نتيجة لتأثير الحرب". أما النائب جمال زحالقة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي فقال "نحن نحث الناس على التصويت لنا معاقبة للأحزاب الصهيونية التي شنت الحرب ، واستغلال الغضب لزيادة التمثيل العربي". وقد سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية للقائمة الموحدة-الحركة العربية للتغيير ولحزب التجمع الوطني الديمقراطي بالمشاركة في الانتخابات التشريعية بعدما منعتهما اللجنة الانتخابية التي اتهمتهما بعدم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وهناك جهتان سياسيتان تدعوان لمقاطعة انتخابات الكنيست لأن الكنيست "جسم صهيوني بديل عن الفلسطينيين" هما الحركة الإسلامية-الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح وحركة أبناء البلد ومقرهما مدينة أم الفحم. وعرب إسرائيل لم يرحلوا عن أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عليها في 1948 , وهم يمثلون اليوم 19% من مجموع سكان إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها 2.1 مليون نسمة.