أصدر حمدين صباحي أحد مؤسسي التيار الشعبي المصري بيان التيار التأسيسي بقرية أكوة الحصة التابعة لمركز كفر الزيات وفي حضور عدد كبير من السياسيين الذين تقدمهم جورج إسحاق وعبد الحليم قنديل. وأكد البيان أن التيار الشعبي المصري لا ينتج من فراغ مع مولده لأنه يتمتع بقاعدة شعبية موجودة بالفعل وفرضت نفسها خلال الفترات السابقة وقبل اندلاع الثورة بمراحل وجاءت نتائح الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة لتعبر عن ذلك التواجد الفاعل وبقوة.
واشار البيان إلى أن التيار يسعى لتحقيق أهداف ثورة يناير واختياراتها الاقتصادية والاجتماعية ويرفض هيمنة فصيل بعينه على مقاليد الأمور بالبلاد أو الانفراد بمستقبل الثورة وهو في هذا الإطار يؤكد على إيمانه الكامل والواضح بدور الدين والقيم الروحية ويقدم فهما واعيا مستنيرا معتدلا للدين الذي يدعو في مجمله للحرية والعدل والمساواة والتقدم والمحبة رافضا التمييز بين الناس على أساس الاعتقاد أو الجنس أو اللون.
وأضاف "نرفض احتكار الحديث باسم الدين لأي طرف لأن الدين قاسم مشترك وبقدر واحد بين كل أفراد الشعب المصري المؤمن بفطرته وهو يؤمن بدور القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن واستقلال اراضيه وحماية أمنه ونرفض إدخال الجيش في السياسة والحياة الحزبية".
وحدد البيان ثلاثة محاور رئيسية لتحقيق ذلك تبدأ بنظام سياسي ديمقراطي تتبناه دولة وطنية مدنية ديمقراطية حديثة تجسد مبدأ السيادة للشعب الذي ينبغى أن يكون مصدر كل السلطات قائم على دستور جديد يصون الحريات العامة ويحقق الفصل بين السلطات ويعيد بناء مؤسسات الدولة ويحفظ استقلال القضاء وحرية الإعلام والصحافة والإبداع والتفكير والعقيدة.
ويتمثل المحور الثاني في العدالة الاجتماعية التي تقوم على تحول اجتماعي جذري أساسه مشروع للتنمية الشاملة المستقلة بحيث تضمن تكافؤ الفرص وكفاية الإنتاج وعدالة التوزيع بهدف الحفاظ على الثروة الوطنية من التبديد والنهب ولضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمصرين .
أما المحور الأخير فيتمثل في الكرامة الإنسانية التي يحميها استقلال وطني يستعيد مكانة مصر ودورها الرائد للأمة العربية و الإفريقية بالإضافة لاستعادة مكانة مصر الدينية باعتبارها منارة العالم الإسلامي والتصدي للعولمة المتوحشة ومشروعات الهيمنة على أن تدعم خيار المقاومة المشروعة ضد الاحتلال في فلسطين والعراق وغيرهما.
واختتم البيان بأن التيار الشعبي المصري يسعى ليصبح تنظيما شعبيا واسعا في كل ربوع مصر يقوده جيل جديد من الشباب المنفتح على العصر المتطلع إلى المستقبل ليكون قادرا على الجمع بين استكمال النضال الديمقراطي وقواعده وتقديم كوادر قادرة على المنافسة وخوض الانتخابات القادمة للمحليات والمجالس النيابية ومنع الاستئثار بالسلطة لفصيل واحد على حساب الحريات العامة للمجتمع أو إهدار حقوق المواطنين.