بعد نحو عام من إسقاط الليبيين للزعيم الراحل معمر القذافي، بدعم من قوات حلف شمال الأطلسي، يستعدون الآن لانتخاب مجلس يضم 200 عضو، يساعد في وضع دستور جديد لليبيا الجديدة التي يأملون في بنائها. ومن المتوقع ان تحقق جماعة الإخوان المسلمين، الأكثر خبرة سياسية، والأفضل تمويلا، نتائج طيبة في الانتخابات بعد أن تلقت دفعة من النجاح الذي حققه الإسلاميون في مصر.
وهناك أيضا في المشهد بوضوح جماعة الوطن التي يقودها قائد الميليشيا السابق، عبد الحكيم بلحاج، كما يلقى ائتلاف محمود جبريل شعبية بين الليبيين، لكن من المتوقع أن تأتي القواعد الانتخابية بمجلس تهيمن عليه جماعات متفرقة من المستقلين، الذين يمثلون مصالح مختلفة، لا أيديولوجيات ثابتة.
وبينما سجل 2.7 مليون ناخب أسماءهم في السجلات الانتخابية؛ أي نحو 80%ممن يحق لهم الانتخاب في ليبيا، تبذل الأغلبية جهدا لتعلم قواعد اللعبة الديمقراطية قبل أيام معدودة من تطبيقها في الانتخابات، التي تُجرى في السابع من يوليو.
وقالت فوزية مسعود، وتعمل مدرسة: "تحت حكم القذافي تعلمنا أن أعضاء الأحزاب السياسية خونة، الآن نتعلم ما هو الحزب، وماذا يفعل، وكيف تجرى الانتخابات؟، لم نفعل هذا من قبل ونشعر بالحماس".
وعلى خلاف مصر وتونس، حيث كانت تجرى انتخابات صورية، تهمش فيها المعارضة الجادة، ويعاد فيها انتخاب الزعماء بأكثر من 90% من الأصوات، كانت آخر مرة يتوجه فيها الليبيون إلى صناديق الاقتراع عام 1964، تحت حكم الملك إدريس السنوسي، الذي أطاح به القذافي بعد خمس سنوات.
وطوال حكم القذافي، الذي استمر 42 عاما، كانت الأحزاب السياسية محظورة، ولا توجد فعليًا مؤسسات سياسية.