لا حديث يعلو فى وزارة الخارجية فوق فوز الدكتور محمد مرسى بانتخابات الرئاسة والتغييرات التى يمكن ان تلحق بالوزارة، وهو ما عبر عنه أحد الدبلوماسيين لزميله بالقول فى مصعد الوزارة: «الوزارة هتتظبط». واستقبل الدبلوماسيون خبر فوز مرسى بحفاوة شديدة بعضهم كان فى وزارة الخارجية يعمل فى مناوبة عمل وكان وزير الخارجية حاضرا فى مكتبه يترقب النتيجة كملايين المصريين من على شاشة التليفزيون وفور سماع النتيجة النهائية بفوز محمد مرسى بكى بعض الدبلوماسيين بأنهم عاشوا ورأوا مصر تنتخب رئيسها، أما وزير الخارجية فور سماعه النتيجة فكلف مكتبه بإرسال رسائل إلى جميع السفارات المعتمدة لدى مصر تتضمن النتيجة.
أما على الصفحة الخاصة بالدبلوماسيين على شبكة الانترنت والمعروفة باسم اللوتس فتبادل السفراء التهانى بنتيجة الانتخابات وجاءت تعليقاتهم معبرة عن فرحتهم فمنهم كتب الفاتحة للشهداء، وأول رئيس مدنى، ومن كان يستطيع أن يتطلع فى وجه أم شهيد ما لم يفز مرسى.
وفى الدور الثانى الخاص بوزير الخارجية، بدا كل شىء هادئا والعمل يسير كالمعتاد: حضر الوزير اجتماعا للإدارة القنصلية، والمصريين فى الخارج، لمتابعة أوضاع العمالة المصرية فى الخارج ثم توجه إلى اجتماع مجلس الوزراء.
أما الحديث فى الأروقة بين الدبلوماسيين فجاء فى مسارين، تناول الأول ماذا يريد الدبلوماسيون من رئيسهم الجديد باعتبارهم الأداة التنفيذية لسياسة الرئيس تجاه القضايا الخارجية والمحيط العالمى، أما المسار الثانى فى الغرف المغلقة فتناول الترشيحات لمنصب وزير الخارجية.
وتلخصت مطالب السفراء بالوزارة فى اتباع سياسة خارجية أكثر جرأة وانحيازه لمصالح مصر بصرف النظر عن القوى العالمية ومنها الصراع العربى الاسرائيلى باعتباره اهم قضية مطالبين بانحياز مصر للمطالب الفلسطينية وان تتوقف القيادة المصرية عن أن تكون ساعى بريد بين الجانبين وألا تكون عنصر ضغط على المفاوض الفلسطينى بل عنصرا داعما له.
وبشأن القطاع الأفريقى فإن الدبلوماسيين رأوا ان العلاقات المصرية الأفريقية تحتاج إلى قدر من التواضع والتوقف عن التعالى فى التعامل مع القادة الأفارقة واستمرار الزيارات على عكس مبارك الذى لم يزر الدول الأفريقية الا نادرا وبعد محاولة اغتياله فى القمة الافريقية باديس آبابا عام 96 لم يدخلها الا فى عام 2007 للمشاركة فى قمة أكرا بغانا لمدة ساعتين القى فيها كلمته وغادر فيما استمر القادة الأفارقة يناقشون قضاياهم ثلاثة ايام مرجحين ان تكون اول زيارة خارجية للرئيس محمد مرسى ستكون إلى العاصمة الإثيوبية اديس آبابا للمشاركة فى القمة الافريقية فى يوليو القادم ولقاء القادة الأفارقة للتعارف ومد الجسور مع قادة القارة الافريقية.
أما العلاقات مع ايران فطالبوا الرئيس مرسى بتطوير العلاقات مع ايران مشيرين إلى ان استعادة هذه العلاقات ستعيد التوازن إلى العلاقات بين مصر والدول العربية خاصة دول الخليج وتغيير الوضع الحالى الذى تلهث فيه مصر وراء المساعدات العربية التى قد تاتى أو لا تأتى.
اما فى ملف العلاقات المصرية الامريكية دعا الدبلوماسيون مرسى بالتوقف عن تقديم ضمانات مجانية لأمريكا التى لا تعرف سوى لغة القوة وتوقفها عن لعب دور التهدئة فى المنطقة وان تملك زمام أمرها فالفدان والعدول عنها وقتما تشاء وفق مصالحها.
وفعلى مسار الترشيحات لمنصب وزير الخارجية رجح السفراء ان يرشح لهذا المنصب شخص من داخل العمل الدبلوماسى وليس خارجها مستبعدين تولى شخصية تنتمى لحزب الحرية والعدالة متوقعين ان تكون قريبة من الاخوان كالسفير محمد رفاعة الطهطاوى ورشحوا أيضا السفير سامح شكرى سفير مصر فى واشنطن لتولى هذا المنصب معلنين تعاونهم الكامل مع الرئيس الجديد.