لا تنسى السويس شهدائها أبدا، بدءا من الذين سقطوا برصاص إسرائيل أثناء حرب أكتوبر، إلي الذين قتلتهم طلقات قوات حبيب العادلي في الأيام الأولى لثورة 25 يناير، لذلك ما أن نطق رئيس محكمة جنايات القاهرة، المستشار أحمد رفعت، بالحكم في قضية قتل المتظاهرين، المتهم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، حتى سادت في المدينة حالة من الغضب. ووصف أسر الشهداء التي نزلت إلي الشوارع فور إعلان الحكم، المحاكمة ب"التمثيلية"، بعد براءة المتهمين الرئيسيين بقتل الثوار، من قيادات الداخلية، بالإضافة إلي انقضاء الدعوى المتهم فيها كل من جمال وعلاء مبارك باستغلال النفوذ والتربح.
وشهد ميدان الأربعين، أشهر ميادين الثورة في السويس، مظاهرة لمئات المواطنين، احتجاجا على الأحكام الصادرة علي مبارك والمتهمين، والتي وصفوها ب"الهزيلة"، معتبرين أن الحكم أضاع حقوق الشهداء، فيما تجمع المتظاهرون في شارع الجيش، الذي تم قطعه لعدة دقائق، قبل أن يعيد المتظاهرون فتحه.
واتهم المتظاهرون القائمين علي الحكم في مصر، بأنهم وراء الأحكام الصادرة في القضية، ووصف قائد المقاومة الشعبية بالسويس في حرب 1973، الشيخ حافظ سلامة، الأحكام الصادرة علي الرئيس السابق مبارك ووزير داخليته، ب"الهزيلة"، مؤكدا أنها "تسببت في إصابة أسر الشهداء، وأهل السويس بالفاجعة، لأن مبارك بهذا الحكم سيكون في طريقة إلى منزله".
وأكد سلامة، أن هيئة المحكمة أصدرت أحكاما على مبارك والعادلي يسهل نقضها، ومنحت كبار مساعدي العادلي المتهمين بقتل الشهداء، والملوثة أيديهم بالدماء، البراءة، فيما لم تعاقب نجلي الرئيس المخلوع، مضيفا " أصابتنا الأحكام بالصدمة، خاصة أنها قابلة للنقض، بذلك أضاعت المحكمة حق الشهداء".
ومن جهته، قال شقيق أحد شهداء السويس، تامر رضوان، "رأينا تمثيلية وليست محاكمة، ونحن لن نسكت علي هذه المهزلة التي أضاعت حق الشهداء والثورة، ببراءة جمال وعلاء مبارك وقيادات الداخلية، فيما عبر والد أحد الشهداء، جمال الورداني، عن رفضه للحكم، مؤكدا أن مبارك ليس هو المهم، لأنه انتهي، ولكن المهم صدور حكم ضد نجليه اللذين سيكملان جرائم الأب.
وقال رئيس حزب غد الثورة في السويس، طلعت خليل عمر، إن "ال 25 دقيقة التي جاءت في مقدمة المحكمة، كانت في حد ذاتها محاكمة لعصر مبارك، وأري أن الحكم علي الرئيس السابق مبارك وحبيب العادلي، كانت مرضية، أما الأحكام على باقي المتهمين فهزيلة".
وأشار خليل إلى أن "المتهمين خلاف مبارك والعادلي، تم تقديمهم للمحاكمة باتهامات هزيلة، فالمحكمة لم تحصل على مستندات كاملة، وهو السبب الرئيسي لصدور الحكم على علاء وجمال مبارك بانقضاء الدعوة من الناحية الشكلية، وكان لابد أن يقدم أبناء مبارك للمحاكمة بقضايا تربح أخرى كبيرة".