أعلن المخرج الفرنسى البولندى رومان بولانسكى أنه سيصور فيلما سينمائيا جديدا أطلق عليه اسم «دى». عن أكبر قضية سياسية فى الجيش الفرنسى، وهى خيانة أحد قادة الجيش الفريد دريفوس الذى اتهم بتهريب أسرار عسكرية للألمان. ويكتب سيناريو الفيلم روبرت هاريس وقد عمل مع بولانسكى من قبل فى فيلم «شبح الكاتب» عام 2010، وأكد بولانسكى أن الفيلم سيكون فرصة لكى يصل ماساة ماضية بالأحداث الجارية، وقال: «انتظرت طويلا لتقديم فيلما عن قضية دريفوس، ومعالجتها لتقديمها ليس كعمل درامى وإنما كقصة عن الجاسوسية، وبهذه الطريقة يمكن أن تظهر أهمية العمل فى ربطه بالواقع، وسيصور الفيلم المحاكمات العسكرية ووكالات الاستخبارات الخارجة عن نطاق السيطرة، والصحافة المسعورة، وجنون عظمة الأمن وغيرها من الأمور العسكرية».
وتعتبر قضية دريفوس هى رمز من رموز معاداة السامية فى الماضى بفرنسا، وأدين الفريد دريفوس وهو نقيب فى الجيش الفرنسى بتسريب أسرار للألمان فى عام 1894 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن اكتشف بعد ذلك أن شخصا آخر كان مسئولا عن الجريمة، وإن كان ما وجه له من اتهام كان ملفقا ولكن كان دريفوس قد قضى سنوات فى السجن وتمت تبرئته اسمه بعد أن أصبحت القضية فضيحة جذبت الاهتمام الدولى.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام فتحت النيران فى ذلك الوقت على الفريد ولم ترحمه إلا أنها كانت السبب أيضا فى إعادة فتح القضية من جديد، فنشر مقالا فى جريدة «L.Aurore» عام 1898 يتهم فيه الكاتب ايميلى زولا الرئيس الفرنسى والحكومة بمعاداة السامية والاعتقال غير القانونى لألفريد، حيث أشار الكاتب إلى أخطاء قضائية فى المحاكمة وعدم وجود أدلة كافية لإدانته ونشر المقال أو هذا الخطاب فى الصفحة الأولى من الجريدة وتسبب فى ضجة بفرنسا وخارجها واتهم الكاتب بتهمة السب والقذف ولكى يتفادى السجن هرب إلى إنجلترا، وعاد إلى فرنسا بعد ذلك، ولكن تسبب فى أن يُعاد فتح ملف القضية بضغط من بعض النشطاء على الحكومة الذين اهتموا بالأمر وترك المقال أثره فى آرائهم.
ويذكر أن دريفوس كان ضابط فى المدفعية فى الجيش الفرنسى، وهو من خلفية يهودية، وقد توفى عام 1935 عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما.
وسيبدأ تصوير الفيلم فى باريس مع نهاية 2012، وبالتأكيد كان اختيار رومان لباريس لتصوير الفيلم أمرا لا خيار فيه، حيث إنه مازال متهما بإقامة علاقة جنسية مع فتاة عمرها 13 عاما فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن إدانته إحدى المحاكم الأمريكية بارتكابه جريمة الاعتداء الجنسى على قاصر.
ولن تكون هذه هى المرة الأولى التى تقدم فيها قضية الفريد فى السينما فقد اهتم صناع السينما بهذه الفضيحة، وصورت فى أكثر من عمل وكانت إجراءات المحاكمة فى القضية هى الأولى فى بدء توثيق القضايا فى السينما، ومن هذه الأعمال الفيلم الأمريكى «سجين الشرف» للمخرج كين راسل عام 1995، فيلم «قضية دريفوس»، وهو فرنسى للمخرج جورج ميليز، فيلم «محاكمة كابتن دريفوس» للمخرج ريتشارد أوسوالد وقدم عام 1930 وهو ألمانى، فيلم «قضية دريفوس»، وهو إنجليزى عرض عام 1931 ومن جنسيات الأفلام نعرف إلى أى مدى كان الاهتمام بهذه القضية من قبل وسائل الإعلام.
وقدمت أيضا على المسرح فى مسرحية «واحد من الأفضل» على إحدى مسارح لندن عام 1895، وفى التليفزيون من خلال الفيلم الألمانى «قضية دريفوس» عام 1968.