صدرت أخيرا عن دار "آفاق" في القاهرة مجموعة قصصية بعنوان "ثلاث قصص من القاهرة" باللغتين العربية والإنجليزية للكاتبة الأمريكية المقيمة في القاهرة جريتشن ماكوله. والمجموعة القصصية ترجمة الشاعر المصري محمد متولي، واشتركت المؤلفة معه في الترجمة، وتولى تصميم الغلاف والرسوم الداخلية الفنان والممثل المسرحي الإسكتلندي لورانس روديك.
ومن خلال ثلاثة عوالم مختلفة تطرحها القصص، يكتشف القارئ قدرة الكاتبة على النفاذ بوعي داخل شخصياتها التي تتنوع جنسياتها وثقافاتها، تحاول الكاتبة أيضا من خلال القصص أن تقدم رؤيتها للمجتمع القاهري من منظور كاتبة مغتربة، أقامت ما يزيد عن عشر سنوات في القاهرة.
وتصور القصص ببراعة، عبر استخدام المفارقات الساخرة والواقعية السحرية جانبا عن الحياة اليومية التي يعيشها الأجانب المقيمين في مصر، وهو نوع من الكتابة يكاد يكون غير مطروق إلى حد ما. ي�� ��+A�CAيل، وعرفه العامة بكوبري أبو السباع (أسود قصر النيل).
ومن هنا جاء التلازم بين اسم منشئ الكوبري الخديوي إسماعيل ولقب أبو السباع، وبمرور الوقت أصبح كل إسماعيل هو أبو السباع.
وتناول الدكتور خالد عزب، رئيس تحرير المجلة، رحلة إبراهيم الديراني من بيروت إلى مصر، ليدرس الطب في القصر العيني، حيث يذكر أن رحلة الديراني اللبناني إلى مصر لطلب العلم تعد من أطرف الرحلات التي يقل ذكرها عند الدارسين والباحثين العرب.
ويعرض الموضوع ذكريات الديراني ووصفه لرحلته ووصفه لمدرسة الطب، وسفره بعد إتمام الدراسة إلى أزمير وإسطنبول ثم بيروت.
ويقدم الباحث سامح عيد في العدد تقريرا عن تعداد السكان في عهد محمد علي، وسبل إجرائه وموقف الناس منه، ويرصد عيد المشكلات التي واجهت محمد علي في التعداد، وحداثة الفكرة على المجتمع المصري، وتلاعب المسئولين في التعداد، ومشكلة التسحب، وسجلات تعداد النفوس، وطريقة التسجيل، والبيانات التفصيلية التي ضمتها السجلات، وفي حكاية طريفة تعرض سوزان عابد قصة متحف بولاق ودور مارييت في حفظ الآثار.
وتوثق شيرين جابر في العدد لفنان الشعب سيد درويش ودور أغانيه في الثورة المصرية، كما أن للدستور نصيبا من صفحات المجلة، حيث يقدم محمود عزت لدستور 1923 وأول حزب برلماني.
كما يوثق عبد الوهاب شاكر لانتفاضة الطلاب عام 1935 ودورها السياسي في تاريخ مصر. أما العادات الاجتماعية في هذا العدد فتناولت عادات ومناسبات قبطية، ويذكر أن مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" هي مجلة فصلية تصدرها مكتبة الإسكندرية.