لا نضيف جديدا إذا تحدثنا عن معاناة مرضى السرطان في كل مكان، لكن الأمر يختلف في قطاع غزة. فمعاناة ضحايا هذا المرض مختلفة هناك نظرا للظروف الخاصة التي يمر بها القطاع. أزداد بشكل غير مسبوق مرضى السرطان في قطاع غزة، وأصبح في دائرة المرض الرجال والسيدات والأطفال.
كما وصل عدد المرضى إلي نحو سبعة آلاف مريض وفق إحصائيات غير نهائية، ويعتبر الأطفال هم الشريحة الأكبر التي طاولها المرض، أحيانا ما يشعر البعض بأعراض مرضية، فيذهب إلي المستشفي لإجراء فحوص طبية إذ يأخذ الطبيب عينة من الدم أو غيرها لفحصها و يفاجئ بالنتيجة القاسية، "أنت مصاب بالسرطان"، ولتبدأ بعدها رحلة العذاب ما بين العلاج والمعاناة النفسية.
ويصطدم هؤلاء المرضى بواقع حاد لا يرحم في مستشفيات قطاع غزة التي تعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية والأدوية الكيميائية والإشعاعية الخاصة بعلاج الأمراض السرطانية المختلفة.
انتشار للمرض بشكل ملحوظ سميرة عبيد لم تكن تعاني من أي مرض في السابق، في شهر أبريل الماضي ذهبت إلى مستشفي الشفاء وسط غزة لإجراء فحوصات طبية نتيجة آلام مفاجئة في البطن.
وأشار ذووها،إلى أنهم اكتشفوا بعد الفحوصات الطبية أنها تعاني من سرطان القولون، ولتبدأ مرحلة انتظار لتحويلها إلى العلاج في الخارج لأن مشافي غزة لا تستطيع التعامل مع هذه الحالات.
سيدة أخرى تدعى أمل دخلت مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة لتخضع إلى كشف نتيجة التهابات في الرحم، النتيجة التي تلقتها من الأطباء: "سرطان في الرحم يجب استئصاله على الفور".
ووفق زيارات ميدانية، اكتشفنا أن هناك نساء أخريات يعانين من سرطان الثدي والرئة، ولا يقتصر الأمر على النساء فقط بل إن هذا المرض القاتل لا يوفر الأطفال أيضا
فقدان الأمل في الشفاء تنقلنا في أقسام مختلفة في مستشفيات القطاع دون أن يشعر بنا المرضى، لنجد أن حالات الأطفال المصابين بأمراض السرطان هي الأكثر في أقسام العناية، كما يوجد المئات من الرجال، من مختلف الأعمار، ممن يعانون من سرطان القولون والرئة والمُخ، البعض حالفهم الحظ بتحويلات للخارج للرضوخ للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي غير المتوفر في غزة، والكثيرون ينتظرون الموافقة وسط إجراءات روتينية طويلة وفق شروط محددة للعلاج للخارج عن طريق مصر.
إذ تقوم السلطة الفلسطينية في رام الله بتغطية جزء من نفقات العلاج، وغالبا ما يصبح المرضى ضحايا الخلاف ما بين غزةورام الله ما يعني عرقلة علاجهم في الخارج، وأشار الكثير من المرضي وأهلهم أنهم فقدوا الأمل في الشفاء نتيجة نقص الدواء والمال.