قال ناصر حامد، القنصل التجارى المصرى فى إيطاليا إن شركة ليتكو، إحدى أهم الشركات العاملة فى مجال صناعة البلاستيك فى إيطاليا، قررت إقامة مصنع جديد لها فى مدينة 6 أكتوبر باستثمارات تقدر ب30 مليون يورو، وبدأت فى نقل المعدات إلى المصنع، ومن المتوقع أن تبدأ عملها بنهاية العام الجارى. وقال القنصل التجارى إن هناك فرصة جيدة لتستفيد مصر من الأزمة المالية التى تواجهها إيطاليا، سابع أكبر اقتصاد على مستوى العالم، عبر جذب الاستثمارات الإيطالية إليها، حيث توفر السوق المصرية فرصة للإنتاج بتكلفة أقل من إيطاليا، خاصة تكلفة العمالة، فضلا عن ميزة القرب المكانى حيث إن مدة الشحن من أى ميناء فى ايطاليا إلى مصر لا تزيد على أربعة أيام.
وأشار حامد إلى أن الخط الملاحى «فيس مار»، والذى كان يستهدف المرور من ميناء فينيسيا إلى طرطوس بسوريا ثم الإسكندرية، والذى تم افتتاحه فى عهد وزير التجارة الأسبق رشيد محمد رشيد قد توقف فى أغسطس الماضى، نظرا للمشكلات التى تواجه سوريا، «اقتصاديا لا يمكن الاعتماد على مصر وإيطاليا فقط فى تشغيل الخط»، يضيف القنصل التجارى.
ويبلغ عدد الشركات الإيطالية العاملة فى السوق المصرية نحو 809 شركات، تصل استثماراتها إلى 4 مليارات يورو، منها 258 شركة تعمل فى المجال الصناعى، و254 شركة فى مجال الخدمات، و164 شركة فى مجال السياحة، 83 شركة فى مجال الإنشاءات، و6 شركات فى المجال المالى.
وتعانى ايطاليا فى الوقت الراهن من ظروف اقتصادية صعبة فى ظل الازمة المالية التى أصبحت تسيطر على أغلب اقتصادات دول القارة الأوروبية، حيث تعانى من ارتفاع الدين العام الذى يقدر ب1.9 تريليون يورو، وهو ما اضطر الحكومة الايطالية أن تتخذ قرارات تقشفية للإصلاح فى 22 مارس الماضى من شأنها أن تقلل فرص العمل بنحو الثلث، وتقلل من المزايا المادية التى يحصل عليها أصحاب المعاشات بنحو الربع.
ولفت حامد النظر إلى أنه من الممكن أن تؤثر السياسات التقشفية الجديدة لإيطاليا سلبا على حجم التبادل التجارى بين البلدين، إذا لم يتم الاستعداد الكافى لجذب مزيد من الاستثمارات الإيطالية الفترة الراهنة.
وأضاف القنصل المصرى أن عام 2011 شهد طفرة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين ليصل إلى 5.1 مليار يورو، وبلغت حجم الصادرات المصرية 2.5 مليار يورو، بزيادة 32.8% على عام 2010، فى حين بلغت الصادرات غير بترولية 1.2 مليار يورو بزيادة 46.2% على عام 2010.
وتتمثل الصادرات المصرية إلى السوق الإيطالية فى منتجات الأخشاب، حيث يعد السوق الإيطالية إحدى أهم الأسواق المستوردة للأثاث المصرى، فضلا عن منتجات الألمونيوم، والحديد، والقطن، والمنسوجات الجاهزة، والمنتجات الكيماوية، والحاصلات الزراعية.
وقال حامد: إن السلع الهندسية تعد أحد أهم القطاعات الواعدة للصادرات المصرية فى السوق الايطالية، نظرا لما أصبح يتمتع به هذا القطاع من قدرة على إنتاج الماركات العالمية، وتطور تكنولوجيا فى هذا القطاع، وهو ما ظهر من خلال رغبة إحدى الشركات العالمية (الكتلروكس) فى الاستحواذ على إحدى الشركات المصرية فى هذا القطاع، فضلا على قطاع الصناعات الكيماوية.