اعتبر عدد من النقاد أن فيلم "الفتح 1453" ليس مجرد عمل سينمائي يتناول فتح القسطنطينية على يد قوات السلطان العثماني محمد الفاتح ، وإنما هو فيلم يجسد الثقافة التركية الجديدة بحنينها الجارف لزمن الأمجاد الإمبراطورية. ويبدو جليا أن الفيلم الذي يعد الأكثر تكلفة والأكبر ميزانية في تاريخ السينما التركية ، والتي بلغت 17 مليون دولار أمريكي يعبر عن ظاهرة ثقافية تركية تتمثل في الحنين لزمن الإمبراطورية والفتوحات والأمجاد الحربية. وفى المقابل فإن هذه الظاهرة تتزايد مع تراجع الحالة العلمانية المتشددة التي كانت تحظر حتى وقت غير بعيد مجرد الإشارة للخلافة العثمانية التي امتدت من البلقان وحتى المحيط الهندي.
ومع هذا الحنين الجارف للماضي العثماني الذي يتبلور في أعمال درامية ويمكن أن يجعل مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية العلمانية عام 1922 "يتململ في قبره" فإن هناك أحاديث تتوالى حول العظمة الثقافية للإمبراطورية العثمانية التي قامت على أنقاض الإمبراطورية البيزنطية.
واستغرق تصوير هذا الفيلم للمخرج فاروق أقصوى ثلاث سنوات وتتجاوز مدة عرضه على الشاشة الساعتين ونصف الساعة، حيث جسد الممثل دفريم أفين شخصية السلطان محمد الفاتح في حملته لفتح القسطنطينية التي تحولت إلى أسطنبول بعد معارك بين عامي 1451 و1453. و لا جدال أن الفيلم حظي برعاية وتشجيع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والمعبر عما يسمى بفكر العثمانيين الجدد والحنين للزمن الإمبراطوري التركي.