●● لا يخدعك العنوان، فهذا ليس حديثا عن لعبة الضغط الجارية فى شارع السياسة، ولكنه حديث رياضى عن مباريات مضت وانتهت وليس عن مباريات ستبدأ وقد لا تنتهى. ●● على الرغم من الانتقادات التى وجهت إليه كان الحكم السنغالى عثمان أفول شجاعا حين احتسب ضربة جزاء صحيحة للزمالك قبيل نهاية المباراة بثمانى دقائق. وليست كل ضربة جزاء صحيحة تحتسب فى المباريات الإفريقية.. علما بأنه لا أحد فى القاهرة بمقدوره تأكيد عدم مرور الكرة خط المرمى فى الهدف الثانى لأفريكا سبورت استنادا على كاميرا التليفزيون وزاوية التصوير.
●● كذلك أشد على يد لاعبى أفريكا سبورت لأن سلوكهم كان متحضرا وأخلاقيا عندما احتسبت ضربة الجزاء، فلا اعتراض، ولا عويل.. أما بالنسبة لأداء الزمالك فقد كانت تغييرات حسن شحاتة مؤثرة، خاصة محمد سعيد قطة الذى تميز بنشاطه وثقته فى نفسه حين يمتلك الكرة بين قدميه السريعتين.. وقد لعب الفريق بصورة أفضل حين هاجم وهو متأخر بهدفين، وصنع الفرص.. فأين كان هذا الأداء من البداية، أين النزعة الهجومية الواضحة وليست المترددة، وهى التى سمحت لفريق أفريكا سبورت بالضغط، والفوز بخمس ركنيات متتالية انتهت بخطأ وبهدف فى مرمى عبدالواحد.
●● فى مسألة الزمالك أيضا القضية ليست تأهل الفريق بدون شيكابالا.. فلو كان الفريق خرج لاتهم حسن شحاتة بأنه فرط فى شيكابالا من معظم الذين قالوا :«حسنا فعل شحاتة أنه استبعد شيكابالا».. القضية هى أنه لا يوجد فرد فوق الجماعة، ولا نجم فوق الفريق.. ثم كيف يحقق الزمالك أكبر فائدة ممكنة من مهارات شيكابالا؟!
●● الأهلى بدوره خاض مباراة سهلة أمام البن الأثيوبى، وكان من نجومه أحمد شديد قناوى بكراته العرضية التى يطلقها بحركة قصيرة من قدمه اليسرى، وكذلك بركات الظهير الأيمن المهاجم الذى يقطع 60 مترا جريا بأقصى سرعة عدة مرات بين الهجوم والدفاع، وهذا المركز لبركات اختيار موفق من جوزيه فى المباريات التى يكون فيها المنافس هو البن، لكنه لا يصلح فى مباريات أخرى أكثر صعوبة يمكن أن يتعرض فيها الأهلى للهجوم.
●● من نجوم اللقاء أيضا أبوتريكة، وقبله جونيور الذى بدأ يثق فى نفسه ويتحرر من نقد النقاد الأشقياء، وأشد على يد جونيور احتفالا بمستواه، ولمساته التى تعكس مهارته، ويبدو أنه كان يحمل هما ووزنا كبيرا، فأصبح أسرع، بعد أن خف عنه وزنه وهمه، ومن حسن الحظ أننا لم ننتظر طويلا ظهور المشمش الذى يدق الآن الأبواب.
●● لماذا كان أداء الأهلى أفضل كثيرا فى الشوط الثانى؟
●● فى نهاية الثمانينيات قال مدرب فرنسا الشهير ميشيل هيدالجو: «إن صرخة الكرة الحديثة هى خط الوسط».. والآن صرخة الكرة الجديدة هى الضغط.. فعندما تعالى لاعبو الأهلى على منافسيهم، وتركوهم يلعبون ويمرحون فى منطقة الوسط دون اشتباك وانقضاض وضغط بدا أن الفريق فاقد السيطرة.. وحين التزم لاعبو الأهلى بالضغط لحرمان البن من بناء الهجمات أصبح الفريق مسيطرا، والصراع هو جوهر كرة القدم.. والضغط هو جوهر الصراع فى الكرة الجديدة، وتطبيقه لمدة 90 دقيقة هو أصعب ما فى اللعبة التى لا نلعبها غالبا؟