تحتفل منظمة الأممالمتحدة بيوم الصحة العالمى الذي يوافق بعد غد السبت 7 أبريل، تحت شعار "الصحة الجيدة تضيف حياة إلى السنين". وتركز الاحتفالات هذا العام على الكيفية التي يمكن أن يسهم بها التمتع بصحة جيدة طوال العمر في مساعدة الرجال والنساء على العيش حياة زاخرة ومنتجة وعلى أن يكونوا موردا بالنسبة لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
وتعتبر الأممالمتحدة شيخوخة السكان عالميا ظاهرة يتعذر اجتنابها ويمكن التنبؤ بها، وهى تغير المجتمعات على مستويات عديدة وبطرق معقدة، فالمسنون يسهمون بقدر كبير فعلا في المجتمع ، ويمكن تعزيز هذا الإسهام بمساعدتهم على الحفاظ على صحتهم وتذليل العقبات التى تحول دون استمرار مشاركتهم في المجتمع.
وشددت الأممالمتحدة -فى بيان لها وزع بالقاهرة- على أن الصحة الجيدة يتعين أن تكون في صميم أية استجابة ناجحة لمقتضيات الشيخوخة، لأنه في حالة ضمان أن يعيش الناس في صحة أفضل ولمدة أطول، فإن الفرص ستكون أكبر والتكاليف أقل بالنسبة للمجتمع.
وتلاحظ الأممالمتحدة أن ظاهرة شيخوخة السكان تحدث بوتيرة أسرع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ففى حين كانت أوروبا واليابان من بين المناطق الأولى التى شهدت ظاهرة شيخوخة السكان، فإن أكبر التغيرات تحدث الآن في بدان مثل كوبا وإيران ومنغوليا.
وتشير الأممالمتحدة إلى أنه مع تطور البلدان، يتجاوز عدد أكبر من الناس مخاطر الولادة والطفولة ويبدأ الناس في التعمير لمدة أطول. وتسهم تلك التغيرات في تعزيز التنمية، ولكنها تسهم أيضا في زيادة ظاهرة شيخوخة السكان. وإذا لم تتكيف المجتمعات بطرق تعزز صحة المسنين وتزيد مشاركتهم في المجتمع، فإن هذا التحول السكانى قد يعرقل الانجازات الاجتماعية والاقتصادية المستقبلية.
وفى حين تطرح الشيخوخة مشكلات أمام المجتمع مثل زيادة الطلب على خدمات الرعاية الصحية واجهاد نظم المعاشات والضمان الاجتماعى، إلا أن الشيخوخة تخلق أيضا الكثير من الفرص، حيث يقدموا اسهامات كبيرة في اطار اسرهم ومن خلال التطوع والمشاركة بنشاط في القوى العاملة. ويمثلون موردا اجتماعيا واقتصاديا هاما، وزيادة متوسط العمر المتوقع تعنى زيادة تلك الموارد.
وحذرت الأممالمتحدة من أن النظم الصحية الراهنة لاسيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ليست مصممة بطريقة مناسبة لتلبية احتياجات الرعاية التى تظهر نتيجة عبء الامراض.
ودعت الأممالمتحدة إلى العمل على تعزيز الصحة والسلوكيات الصحية في جميع مراحل العمر للوقاية من الأمراض المزمنة أو تأخير ظهورها والعمل أيضا على الحد من آثار الأمراض المزمنة إلى أدنى مستوى ممكن من خلال الكشف المبكر وخدمات الرعاية الجيدة. كما طالبت بالعمل على تهيئة بيئات مادية واجتماعية تسهم في تعزيز صحة المسنين ومشاركتهم في المجتمع.