«يا قذافى أخذت من عمرى ثمانية وأربعين عاما فلن تأخذ عمر أولادى» لم تجد أسماء الرعيظ سوى هذه الكلمات لتعبر بها عما شهدته إبان حكم العقيد، وهى المعروفة فى مدينة بنغازى باسم «أم الثوار» تقول إنها شاركت فى الثورة منذ الخامس عشر من فبراير العام الماضى، حينما قامت بتوزيع منشورات فى شوارع بنغازى ثانى أكبر المدن الليبية، تدعو لإسقاط نظام حكم البلاد لمدة أربعين عاما.
أسماء تظهر فى حلقتين لبرنامج «ساعة حساب» صورتا لأول مرة فى ليبيا بحضور مائة من الجمهور الليبى مقسم بين طرابلس وبنغازى، وتذاع الحلقة الأولى من البرنامج فى التاسعة مساء اليوم الخميس على شاشة بى بى سى العربية، والبرنامج من تقديم زين العابدين توفيق.
وسأل أحد الحضور خالد السايح عضو المجلس الوطنى الانتقالى الليبى: لماذا لا يحصل الثوار على أموال مقابل تسليم أسلحتهم؟ ليفتح بابا من الجدل حول هذه الفكرة، فهذا خالد السايح يرى قول إن المجلس رفض بعد نقاش مقترحات لإصدار تشريع يسمح للحكومة بدفع أموال للثوار مقابل تسليم أسلحتهم، ويطالب بدمج السلاح فى مؤسسات الدولة.
أما يوسف بن يوسف رئيس المجلس المحلى لمصراتة، والمنتخب حديثا، اتهم وزارة الدفاع بالتقصير فى التعامل مع هذه القضية، وإن الوزارة لم تضع برنامجا واضحا لدمج الثوار فى مؤسسة الجيش.
صفق الجمهور كثيرا خلال الحلقة للوحدة الليبية، وحينما تذكروا قتلاهم فى الثورة، مع الحديث فى الحلقة الثانية عن مشروعات التقسيم، بعد أن أعلن مؤتمر عقد فى إقليم برقة الشرقى عن حكم فيدرالى. وأثار المؤتمر عاصفة ضربت ليبيا من أقصاها إلى أقصاها، حينما خرجت تظاهرات فى شوارع طرابلس وبنغازى ترفض الفيدرالية.
من الجمهور من كان مرتديا الزى العسكرى، ومنهم من كان من جرحى الثورة، وصرخ أحد الحاضرين فى بنغازى كيف يستطيع استعادة أولاده المفقودين، فملف مئات المفقودين فى ليبيا لايزال يثير الكثير من التساؤلات حول أداء المجلس الانتقالى وما الذى قدمه حتى الآن.
انتهت الحلقتان وصفق الجمهور الحاضر لليبيا موحدة، كما استمر نقاشهم مع مذيع الحلقة زين العابدين توفيق حول أبرز الملفات.