اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن اغتيال جنرال بارز بالجيش السوري في حي سكني بقلب العاصمة دمشق يعد دلالة على زيادة وتيرة التسلح في صفوف المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد . وأفادت الصحيفة نقلا عن وسائل اعلام سورية بأن ثلاثة مسلحين كانوا قد اغتالوا الجنرال عيسى الخولي أثناء خروجه من منزله القائم بحي ركن الدين الذي كان يعد في الماضي واحدا من الأماكن القليلة بدمشق احتضانا لمظاهرات واسعة النطاق ضد الحكومة السورية حتى تم قمعها فى الخريف الماضى .
وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني - إلى الخولي ليس أول مسؤول عسكري بارز بالجيش السوري يتم اغتياله خلال الأشهر القليلة الماضية وذلك على خلفية تطور المظاهرات المناهضة للنظام السوري وإتخاذها طابعا مسلحا.
ويأتي الهجوم الذي أسفر عن مقتل الخولي عقب يوم واحد من تفجيرين انتحاريين بمدينة حلب التجارية بما زاد من قابلية تعرض مدينتي دمشق وحلب إلى مثل تلك الهجمات بعد ان ظلتا لمدة طويلة في منأى عن العنف الدائر بمدن سورية أخرى. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن لجان التنسيق المحلية المعارضة قولها إن نحو 30 مواطنا قد لقوا حتفهم يوم أمس السبت على يد عناصر الأمن السوري على ضوء إستمرار الحكومة في قمعها الرامي الى سحق صفوف المعارضة بمدينتي حمض ودرعا وبعض ضواحي دمشق والتي سقطت جميعها في الأشهر الأخيرة تحت قبضة جيش سوريا الحر .
ورصدت (واشنطن بوست) مخاوف بعض المحللين السياسيين من إحتمالية أن تستغل بعض الجماعات المسلحة والتي تنتمي إلى تنظيم القاعدة هذه الفوضى الخلاقة والعنف الدائر بسوريا من أجل تحقيق طموحاتها المتطرفة على حساب ثورة بدأت برياح سلمية تطالب بالتغيير السياسي.
وأشارت إلى ما تناولته وكالة أخبار مكلاتشي الأمريكية يوم أمس السبت نقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان جناح تنظيم القاعدة بالعراق هو المسؤول عن التفجيرين الإنتحاريين الذين أوديا بحياة 44 شخصا بدمشق في أواخر شهر ديسمبر الماضي وربما تفجيرات حلب لافتة إلى اوامر تلقاها نشطاء القاعدة بالعراق من قبل زعيمهم أيمن الظواهري بتنفيذ هجمات إرهابية بسوريا حسبما قالت ماكلاتشى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بجهاز الإستخبارات المركزية الأمريكية قولهم إنه على الرغم مما تحمله الهجمات الإرهابية الأخيرة بدمشق من بصمات تنظيم القاعدة إلا أنه لا يوجد دليل مادي يشير إلى ذلك. واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بذكر ما قاله مسؤولون امريكيون من أنه من المعقول أن يحاول تنظيم القاعدة الذي تم تهميشه بفضل الإنتفاضات الأخيرة بالعالم العربي إدراج نفسه في المحاولات الرامية إلى إسقاط نظام الأسد.