واصل العمال المعتصمون منذ فترة احتجاجاتهم سعيا لتحقيق مطالب فئوية أبرزها التعيين وتحسين النواحى المادية، أمس، بالتزامن مع دعوات الإضراب التى تبنتها قوى وحركات سياسية، فيما أكد ناشطون أن حملات الترهيب من قبل الدولة ومؤسساتها الدينية ساهمت فى عدم اتساع رقعة العصيان. ففى ميناء العين السخنة صعّد نحو 6 آلاف عامل اعتصامهم بدأوه فى الميناء منذ الخميس الماضى، إلى الإعلان عن الدخول فى إضراب عن العمل للمطالبة بإعادة هيكلة التوصيفات الوظيفية بالشركة، وصرف نسبة أرباح العمال 10%، وصرف بدل مخاطر بحد أدنى 30%، أسوة بالعاملين فى نفس المجال، إلى جانب إبعاد الفاسدين عن الميناء ومحاكمتهم.
واستمر مئات العاملين بشركة تليمصر فى اعتصام قائم منذ 31 يناير الماضى، للمطالبة بصرف العلاوة الدورية 7%، وعلاوة ال15%، وبدل الوجبة، وعودة المفصولين عن العمل تعسفيا.
وفى دار الخدمات النقابية استجاب مئات العاملين المؤقتين بنجع حمادى لدعو الإضراب، وفقا لبيان صادر عن الدار، فيما بدأ المئات من المؤقتين بإدارة صحة قنا إضرابا واعتصاما مفتوحا أمام مديرية إدارة الصحة للتثبيت، كما شارك عدد من معلمى إدارة دشنا التعليمية فى العصيان.
وفى سياق سياسى، نظمت نقابة العاملين المستقلة بشركة الصعيد للنقل والسياحة بفرع نجع حمادى، وقفة احتجاجية أمام فرع الشركة، للمطالبة بضرورة وسرعة تسليم السلطة للمدنيين وتطبيق الحدين الأعلى والأدنى للأجور، رافعين لافتات «حرية.. عدالة اجتماعية»، وأعلن عدد من سائقى موقف قنا الإضراب لسرعة حل أزمة السولار، فيما اعتصم عمال شركة غاز مصر أمام أبواب الشركة.
وفى مدينة السادات قطع سائقو سيارات النقل طريق كفر داوود السادات لمدة ساعة، كإعلان عن مشاركتهم فى الإضراب العام، مما أدى لتعطل العمل فى العديد من المصانع، والوضع نفسه انطبق على العاملين فى شركتى الكراكات والنصر للزجاج، والعاملين بقطاع التشجير والزراعة الآلية بوزارة الزراعة.
تقول الناشطة العمالية، فاطمة رمضان، إحدى مؤسسى اتحاد عمال مصر المستقل، إن الإضراب نجح بالفعل حيث استبقت الحكومة موعد العصيان ووعدت العمال المعتصمين بتلبية مطالبهم فى غضون فترة قصيرة، وهو ما وصفته الناشطة بمحاولة «امتصاص الغضب العمالى للحد من اتساع نطاق الإضراب»، مشيرة إلى اجتماع ضم مسئولين بوزارة التموين بالعمال المعتصمين فى الوزارة، الخميس الماضى، للتفاوض حول مطالبهم، كما تفاوض مستشارو مجلس الوزراء مع عمال شركة بتروجيت وبتجازكو المعتصمين أمام المجلس منذ أيام، ووعدوهم بالتعيين خلال شهر.
واعتبرت الناشطة أن عدم التفاف العمال حول دعوة الإضراب تأتى بسبب «عدم وجود تنظيم قوى للعمال يمكنهم التوحد خلف»، مضيفة: «لو القضية كانت فى دعوة للإضراب نضمن بيها التفاف العمال حولها، كنا عملناها من سنين وخلصنا، ولكن إحنا لسة بنبتدى».
وأكد كمال عباس، المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، أن حملات الترهيب التى شهدتها مصر خلال الأسبوع الماضى، وشاركت فيها مؤسسات دينية ورسمية «أثرت بشكل كبير على حجم الإضراب»، مشيرا إلى أن الحملات لإجهاض الإضراب تفوقت على ما كنا نشهده فى عهد النظام السابق.
وقال: «الإضراب عمره ما كان هينجح بشكل مطلق، والنقابات المستقلة لا تزال فى طور التكوين، لأن الإضراب يحتاج قوة عمالية مستمدة من استقلال ووعى النقابات»، مؤكدا أن العصيان يعطى رسالة للمسئولين بأن «الإضراب أصبح سلاحا فى يد العمال يمكن التلويح به فى أى وقت».