لم تمنع موجة الصقيع التي تجتاح أوروبا سكان قرية صغيرة بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا من بناء كنيسة من الثلج والجليد لإحياء ذكرى وقفة احتجاجية قام بها أسلافهم قبل 100 عام على عدم استجابة الأبرشية آنذاك على طلب بناء كنيسة بالقرية القريبة من الحدود التشيكية لعدم وجود حاجة لذلك، مما اضطر الأهالي لقطع مسافة 8 كيلومترات لحضور قداس الأحد بقرية مجاورة . وأوضح كريستيان كوخ رئيس المجموعة التي تبنت فكرة كنيسة الثلج في تصريح لوسائل إعلام ألمانية ان أهالي القرية فرغوا من بناء الكنيسة الفريدة من نوعها والتي تم بناؤها بطول 26 مترا باستخدام 1100 متر مكعب من الثلج فقط وبدون أية أعمدة، إحياء لذكرى قيام أسلافهم في نهاية العقد الأول من القرن المنصرم ببناء كنيسة بطول 10 أمتار وعرض 11 مترا خاصة بهم بعد رفضهم الذهاب إلى كنيسة في بلدة مجاورة لحضور قداس عيد الميلاد نظرا لمرور البلاد آنذاك بحالة من الطقس السئ مماثل لما تشهده أوروبا حاليا، باستخدام الثلج الذي جمعوه من الغابة بهدف لفت الانتباه إلى محنتهم.
وعرض كوخ وصفا دقيقا للكنيسة بدءا من الضوء الأزرق البديع الذي يملأ مدخلها مرورا بالجزء الداخلي المصنوع بأكمله من الثلج والجليد والدرج الصغير المؤدي إلى مذبح الكنيسة المصنوع أيضا من الثلج حتى سقف الكنيسة المقوس الذي يبدو وكأنه مصنوع من الرخام رغم أن هذا لم يكن مقصودا ، حيث يعود ذلك لاستخدام ثلج ليس نقيا تماما أضطر البناة لاستخدامه نظرا لعدم وجود ثلج كاف.
وقال كوخ أن نحو 10 آلاف شخص زاروا الكنيسة منذ افتتاحها قبل أسابيع قليلة ، مشيرا إلى أن الكنيسة الأصلية التي بنيت قبل قرن من الزمان كانت حققت أيضا نجاحا مماثلا قبل أن تتعرض للذوبان مع قدوم فصل الربيع بعد أن حظيت بتغطية إعلامية كبيرة جلعت التبرعات تنهال على القرية من أجل تشييد كنيسة حقيقية من الحجر وهو ما تحقق في عام 1923.