طالب رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي الهند باستغلال قوة علاقتها مع إيران لإقناعها بالعودة إلي مائدة المفاوضات حيث تدعم الهند والاتحاد الأوروبي التوصل إلى حل سلمي للأزمة معربا عن قلق الاتحاد الأوروبي من البرنامج النووي الإيراني . كما أعرب عن قلقه من الوضع الحالي في سوريا لأنه لم يعد مقبولا للنظام السوري الاستمرار في ارتكاب الأعمال الوحشية ضد الشعب السوري مؤكدا علي أهمية أن يستمر المجتمع الدولي في الضغط علي النظام السوري بقبول خطة السلام التي طرحتها جامعة الدول العربية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد اليوم في ختام أعمال القمة الثانية عشر للهند الاتحاد الأوروبي في نيودلهي . وقال إن القمة ناقشت تطورات الاقتصاد العالمي و أهمية تحقيق قرارات قمة دول مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة كان الفرنسية مؤكدا التزام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ قرارات مؤتمر تغير المناخ الذي عقد في ديربان.
وأكد رومبي علي أهمية العلاقات التجارية بين الجانبين حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند ، مشيرا إلي أن التبادل التجاري بين الجانبين بلغ 84 مليار يورو عام 2010 وقد تم إحراز تقدم في التوصل إلي اتفاقية التجارة الحرة .
وبدوره أكد رئيس الوزراء الهندي مونموهان سينج أن الهند والاتحاد الأوروبي يعدان شركاء إستراتيجيين في عالم سريع التغير والتعقيد موضحا أن نجاح الاندماج السياسي والاقتصادي لأوروبا يعد هاما للاستقرار والرخاء العالمي .
وأكد أنه من مصلحة الهند أن تستعيد أوروبا انتعاشها الاقتصادي الذي سيجلب الثقة للأسواق العالمية مشيرا إلي أن التجارة بين الهند وأوروبا بلغت 107 مليارات دولار عام 2011 فضلا عن إحراز تقدم في مفاوضات اتفاقية التجارة والاستثمار بين الجانبين.. وقد اتفق الجانبين علي السعي إلي التوصل إلي حلول عملية ومقبولة تفيد الجانبين من أجل الإسراع للتوقيع علي هذه الاتفاقية .
أشار سينج إلي أن المناقشات تناولت أيضا التحديات العالمية من بينها تغير المناخ والأزمة الاقتصادية العالمية مؤكدا علي اهتمام نيودلهي بالعمل مع أوروبا في قمة الأمن النووي في كوريا وقمة دول مجموعة العشرين في المكسيك و مؤتمر ريو 20 في البرازيل وقمة التنوع البيولوجي في الهند .
ومن جانبه أكد خوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حدد أسباب و أساليب علاج الأزمة الاقتصادية التي تعرض إليها موضحا أن الاتحاد الأوروبي وضع قواعد جديدة لتعزيز القدرات المالية بشكل سليم فضلا عن وضع نظام إشراف مالي جديد وتبني البنك المركزي الأوروبي قواعد جديدة للتمويل.
وأضاف أن الاتحاد يضع الملامح الأخيرة للبرنامج الثاني لتقديم المساعدات المالية لليونان معربا عن ثقته في التوصل إلي حل في أقرب وقت ممكن سيكون مهما لليونان وشعبها وأوروبا بأسرها. وأفاد بأنه هناك تغييرات هامة في أوروبا من بينها الإصلاحات الهيكلية والحكم الرشيد وهي تعد جزءا هاما لزيادة تنافسية أوروبا وإسهاماتها علي الساحة الدولية مؤكدا أن التوصل إلي اتفاقية التجارة الحرة مع الهند التي ستكون أكبر اتفاقية تجارية في العالم سيستفيد منها 7ر1 مليار نسمة وستخلق فرصا جديدة للشركات الهندية والأوروبية .
وردا علي سؤال حول فرض الغرب عقوبات علي إيران ، أكد رئيس الوزراء الهندي مونموهان سينج علي أهمية التوصل إلي حل سلمي للأزمة موضحا أن إيران تعد مورد للنفط هام للهند التي تولي اهتماما باستقرار المنطقة التي يعمل بها ستة ملايين هندي في دول الخليج .
وردا علي سؤال حول الوضع في جزر المالديف ، قال سينج إن نيودلهي أرسلت مبعوثا اليوم إلي المالديف لمساعدة أصحاب المصلحة في جزر المالديف علي حل المشكلة معربا عن أمله في حل الأزمة قريبا من خلال الحوار بين كافة الأطراف .