توقعات الجميع بمرور غير محسوس لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بسبب الحاصل حول وزارة الداخلية بعد أحداث بور سعيد، لم تكن صائبة تماما، فها هي حرب التصريحات تشتعل بعدما تفاجأ القائمون على المعرض بوجود د.إسماعيل سراج الدين على إحدى المنصات، مديرا لندوة "إحياء التراث الإسلامي"، والتي تحدث فيها بقاعة ضيف الشرف المفكر اللبناني رضوان السيد والمفكر المغربي سعيد بن سعيد العلوي ود. محمد عمارة ود. محمد كمال الدين إمام أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية. المسألة أثيرت بعد صدور بيان عن هيئة الكتاب أعلن فيه د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة أن: "مشاركة سراج الدين بإحدى الندوات تمت بدون دعوة من الهيئة أو اللجنة العلمية التى أعدت البرنامج الثقافى، مشيرا إلى أنه لم يكن موجودا بالمعرض وقت الندوة وكان فى مكتبه بالهيئة".
كلام مجاهد لم يقف عند مجرد التنويه، بل إنه قرر اتخاذ: "الإجراءات ضد المسئولين عن القاعة لسماحهم بتواجد شخص على المنصة غير موجود بالبرنامج الثقافى، لأن برنامج الندوات وضعته لجنة علمية وثقافية محترمة ولا يجوز الإضافة دون العودة للجنة العلمية أو حتى شخص مسئول بهيئة الكتاب".
وصعد مجاهد تصريحه بأنه ليس من المنطق دعوة: "رئيس اللجنة الثقافية بأمانة السياسيات في الحزب الوطنب المنحل إلى إحدى منصات المعرض الذى يحتفل بمرور عام على ثورة 25 يناير".
فما كان من مكتبة الإسكندرية إلا أن أصدرت بيانا للرد، توضح فيه إن: "النشاط المذكور منظم من قبل مكتبة الإسكندرية وبالتالي أن حضور مدير مكتبة الإسكندرية لهذا النشاط وإدارته له كان أمرا طبيعيا، وأن سراج الدين لم يرأس لجنة الثقافة بالحزب الوطني المنحل، وأن عضويته في الحزب كانت لفترة قصيرة وقدم استقالته عقب انتخابات مجلس الشعب عام 2010".
التصريحين السابقين لم يشكلا وحدهما حدود المشكلة، فقبل تحضير بيان مكتبة الإسكندرية الذي اتسم بالرصانة، تحدث سراج الدين مع الزميلة "اليوم السابع" مستنكرا تجاهله باعتباره أحد رجال أمانة السياسات مؤكدا أنه لم يكن: "بلجنة الثقافة في أمانة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، وكان معى العديد من الشخصيات الحاضرة في المشهد السياسي"، مندهشا من أن هذه الشخصيات يتم تسليط الضوء عليها، وذكر أسماء وزراء الثقافة السابقين د.جابر عصفور، المهندس محمد الصاوي، د.عماد أبو غازي، والمهندس إبراهيم المعلم.
وهو الأمر الذي كذبته الأسماء السابقة، موضحين أن كل علاقتهم بأمانة السياسات تنحصر في اجتماع عقده جمال مبارك مع عدد من الشخصيات الثقافية المعروفة لمناقشة ورقة بعنوان "مستقبل الثقافة في مصر".
د.عماد أبو غازي قال للشروق إنه اتصل بسراج الدين للاستفسار والمعاتبة، فأوضح الأخير لأبو غازي إن التصريح الذي نشر باليوم السابع لم يكن دقيقا، وأنه لم يشر إلى شيء غير هذا الاجتماع المعروف، وأنه ينوي إرسال تكذيب لما نشر.
وأكد أبو غازي للشروق إن: "أي حديث عن علاقة هذه الأسماء بأمانة السياسات غير هذا الاجتماع المذكور يتصف بالكذب"....وهو ما أكده أيضا د.أحمد مجاهد، باعتباره كان رئيسا لهيئة قصور الثقافة وقتها وعلى علم بالأحداث.
في السياق نفسه، سألت الشروق مجاهد حول حقيقة أن مكتبة الإسكندرية هي منظمة الندوة التي أدارها سراج الدين، فقال إن هذا صحيح ولكنه لا يعطي الحق للمكتبة أو لأي جهة أن تخرق البرنامج الذي وافقت عليه اللجنة العليا للنشاط الثقافي للمعرض، فلا يصح أن توافق اللجنة على تحدث أسماء بعينها ثم تفاجأ بآخرين يتحدثون.
ما أثار استياء مجاهد، كما أوضح، هو أن د.خالد عزب مدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية كان معه على الهاتف قبل الندوة مباشرة ولم يشر له من قريب أو بعيد أن سراج الدين ينوي على إدارة الندوة، وهو ما أشعر مجاهد، بحسب تعبيره، أنها محاولة: "لغسل وجهه على إحدى منصات معرض الكتاب".