تضاعفت أعداد المواطنين المحتشدين في ساحة مسجد القائد إبراهيم، لتبلغ نحو 200 ألف مواطن رفعوا الأعلام المصرية، ورددوا الهتافات في الذكرى الأولى لانطلاق ثورة 25 يناير. وتنوعت انتماءات المشاركين السياسية، وتولى أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة تنظيم الاحتفال وتأمينه باللجان الشعبية لتفتيش كافة المواطنين، بالإضافة إلى أحزاب (التحالف الديمقراطي، الإصلاح والنهضة)، وائتلافات (شباب الثورة، وشباب بيحب مصر، شباب محامي الحرية)، حركة "من أجل مصر"، بالإضافة إلي عدد من النقابات ومنها (المهندسين، والمعلمين، وتمريض 25 يناير، والعلميين، نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية.
وتضمنت مطالب المشاركين في الاحتفال التأكيد علي ما طرحه عدد من نواب مجلس الشعب بجلسته أمس علي ضرورة عقد محاكمة عسكرية لرموز النظام السابق، فضلا عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في مقتل وإصابة المتظاهرين.
وشهدت ساحة القائد إبراهيم رفع للأعلام (المصرية، والتونسية، والليبية) للإعلان عن نجاح ثورات الربيع العربي، فيما رفعت عدد من الأعلام السورية دعما للثوار بها، وللتنديد بما وصفوه بممارسات العنف ضد المتظاهرين السلميين.
وتحدث الشيخ أحمد المحلاوي الإمام التاريخي لمسجد القائد إبراهيم وأحد أقطاب الجماعات الإسلامية خلال الاحتفال مطالبا المجلس العسكري الذي يتولي إدارة شئون البلاد منذ التنحي بتسليم سلطة البلاد إلي مجلس الشعب بعد أن بدأ انعقاده، مشددا علي ضرورة عدم تدخل المجلس في أعمال المجالس النيابية (الشعب، والشوري).
وقال المحلاوي إن الثورة المصرية التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير لا يزال أمامها الكثير من الأهداف الإصلاحية التي يجب أن تتحد كافة القوي الوطنية لتنفيذها، مؤكدا ضرورة الاستمرار في دعم الثورة السورية وعدم تناسيها.
وأضاف أن الضمانة الوحيدة لحقوق كافة المواطنين هو سرعة اختيار رئيس مدني منتخب يعبر عن كافة أطياف المجتمع، مخاطبا نواب مجلس الشعب والشوري بأن مناصبهم تمثل تكليف لا تشريف ويجب عليهم أن يعملوا لصالح كافة المواطنين وليس فقط من انتخبوهم.
فيما حافظ عدد من المواطنين علي اعتصامهم بحديقة الخالدين المواجهة لساحة المسجد، ونصبوا بها الخيام، ورددوا الهتافات المؤكدة علي مطالبهم بسرعة نقل سلطة البلاد إلي إدارة مدنية منتخبة، والتشديد علي سرعة محاكمة قتل الثوار وإصابة المتظاهرين.
ونظم حزب الحرية والعدالة معرضا لمراحل الثورة من خلال خيمة بالأعلام المصرية؛ ضمت معرضا للصور حول الثمانية عشر يوم الأولي في الثورة، وصور المصادمات والمظاهرات؛ وصولا إلي خطاب التنحي ونقل السلطة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
ووقعت مناوشات طفيفة بين الجانبين بمجرد بدء عمل مكبرات الصوت؛ فيما تم احتواء الموقف سريعا بسبب الكتلة العددية الكبيرة للمواطنين الذين حضروا للمشاركة في فعاليات الاحتفال.
وعلي الجانب الآخر تزامن انطلاق ثلاث مسيرات بالإسكندرية من مناطق (كنيسة القديسين - التي شهدت تفجيرات عشية رأس السنة الماضي وراح ضحيته عشرات القتلي والمصابين، ومن أمام محكمة الحقانية، ومن منطقة المجمع النظري)، وتحركت المسيرات بالتزامن متجهة إلي كورنيش الإسكندرية.
ورفع المشاركون في المسيرات الثلاث الأعلام المصرية واللافتات المعبرة عن مطالبهم، ومنها (سرعة محاكمة رموز الفساد، وتسليم السلطة إلي إدارة مدنية منتخبة، واستكمال مطالب الثورة).
وتنوعت انتماءات المشاركين في المسيرات الثلاثة بين عدد من الأحزاب الليبرالية (الوفد، والمصريين الأحرار، والكرامة، والعدل)؛ بالإضافة إلي عدد من الحركات السياسية ومنها (6 إبريل، وكفاية، ولازم، وكلنا، ومستقلون، وكاذبون)، كما شارك عشرات من النقابات المستقلة بمختلف القطات العمالية والمهنية في المسيرات التي ضمت المئات من المواطنين بمناطق متفرقة بالمحافظة.
وإختلفت المسيرات التي إنطلقت من مناطق مختلفة بالإسكندرية في المكان الذي ستستقر بها نهائيا، ومنها منزل خالد سعيد - الذي رفع المتظاهرون صورته بوصفه أيقونة الثورة المصرية، وميدان فيكتور عمانويل - والذي يشهد اعتصاما مستمرا بعدد من الخيام، وأمام قيادة المنطقة الشمالية العسكرية.