«اليوم من المهم أن نتذكر أنه بينما كانت المليونيات فى المنطقة تنادى بالحريات السياسية، كانت تنادى أيضا بالحياة الكريمة»، كان ذلك مفتتح مقال لوكالة بلومبرج الأخبارية نشر فى الذكرى السنوية لأول انتصار للربيع العربى على الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، والذى ناقش التحديات الاقتصادية أمام مطالب الثورات العربية. وبينما ركز التقرير على الدور المنتظر من الولاياتالمتحدة ومؤسسات التمويل الدولية فى مساندة مصر ودول المنطقة، اعتبرت بلومبرج أن مواقف السلطات المصرية صعبت من قدرة الجهود الدولية على مساعدتها، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية علقت الموافقة على برنامج تمويلى للولايات المتحدة بمليار دولار يوجه إلى مشروعات البنية الأساسية وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى توقف المفاوضات بين الحكومة المصرية فى يونيو الماضى مع صندوق النقد الدولى على قرض بثلاثة مليارات دولار، وهو القرض الذى عادت الحكومة للتفاوض عليه مجددا، ولكن شروط القرض من المرجح أن تكون أصعب هذه المرة بسبب تردى الحالة الاقتصادية، تبعا لبلومبرج.
وتحت عنوان «فتح الاقفال عن المساعدات» قالت بلومبرج: إن الاتفاق مع صندوق النقد على الحصول على قرض سيفتح الباب لمساعدات ضخمة من الدول الأوروبية والخليج الفارسى والتى تعهدت بها تلك الدول ولم تقدمها لمصر حتى الآن، لذا رأت بلومبرج أن القرض سيكون مفيدا لمصر على المدى القصير والطويل.
وأشار تقرير الوكالة إلى أهمية أن تعرض الولاياتالمتحدة مميزات قرض صندوق النقد الدولى على الإخوان المسلمين الذين استحوذ حزبهم الحرية والعدالة على أكبر نسبة من مقاعد البرلمان الحالى مقارنة بالأحزاب المنافسة.
واستعرض التقرير برامج الدعم المنتظر أن تقدمها الولاياتالمتحدة لدول الربيع العربى، والتى من أبرزها برنامج تمويل الشركات لمصر وتونس، والذى طبقت من قبل برنامجا مشابها له مع دول فى شرق أوروبا ودول انفصلت عن الاتحاد السوفييتى.
وأوضح التقرير أن المساعدات الأمريكية المنتظرة ستشمل برنامج استبدال ديون بقيمة مليار دولار، والذى سيتم عن طريق خصم الولاياتالمتحدة مليار دولار من المساعدات التى كان مخططا أن تقدمها لمصر خلال السنوات الثلاث القادمة، والذى سيكون مشروطا بإنفاقه على تطوير انشطة تدريب وابتكار فى المجال الاقتصادى،واعتبرت بلومبرج أنه سيتعين على الولاياتالمتحدة أن تتبع بعض الدبلوماسية الذكية لكى تتأكد من أن هذا التمويل سيتم انفاقه وفقا للشروط المتفق عليها.
من ناحية أخرى، أشارت بلومبرج إلى مشروع إقليمى لمساعدة عدد من دول المنطقة، يتطلع الرئيس الأمريكى إلى طرحه فى قمة الثمانية الكبار فى لاية شيكاغو فى مايو القادم، وسيضم البرنامج الولاياتالمتحدة والمغرب والأردن ومصر، ويستهدف تيسير التجارة من خلال تطوير مجالات كتشريعات الاستثمار والتعربفات الجمركية، لرفع معدلات التجارة مع الدول العربية المشاركة فى البرنامج، ومن الممكن ان تنضم دول عربية أخرى للبرنامج لاحقا ودول الاتحاد الأوروبى أيضا.