استنكرت صحيفتا (اليوم) و(الشرق الجديدة) السعوديتان في افتتاحيتيهما اليوم الخميس، التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية ردا على أية عقوبات ضد إيران. ورأت صحيفة (اليوم) أن تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز تعبر عن رغبة جامحة في إشعال المنطقة في حرب طويلة، وهي تصريحات ليست الأولى من نوعها فقد سبق أن هددت إيران بذلك مرارا في كل اشتباك مع الأسرة الدولية بسبب برنامجها النووي.
وأشارت إلى أن التصريح هذه المرة يأخذ بعدا جديدا في ظل إجراء القوات الإيرانية مناورة عسكرية تشارك فيها قواتها البحرية والجوية وهي المناورة التي تثير سخط دول الإقليم والمجتمع الدولي الذي يرى في المناورات استعراضا لقوتها العسكرية وهي الحالة التي تستبق أية عقوبات جدية على صادراتها النفطية والتي تشكل عصب القوة المالية التي ترفد مؤسساتها العسكرية وتصنيعها الحربي.
وقالت الصحيفة "حين تنفذ إيران تهديدها فهي الخاسر الأكبر لأن صادراتها النفطية تمر عبر المضيق الاستراتيجي الحيوي وستجد نفسها دون موارد مالية للصرف على آلتها العسكرية المتضخمة وسيتضرر الشعب الإيراني في حياته اليومية وهي الخسارة التي تدركها القيادة الإيرانية وتعرف مخاطرها الكبيرة التي قد تعيد إيران إلى سنوات ماضية".
وبينت (اليوم) أن إيران كل ما تحاول القيام به هو التهرب من استحقاقاتها إزاء الأسرة الدولية في موضوع برنامجها النووي وعليها أن تدرك أن العالم جاد في الموضوع النووي ولن يسمح بتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها.
وأعربت عن أملها فى أن تأخذ إيران مخاوف دول الإقليم والعالم في الحسبان وأن تعيد بناء حساباتها السياسية والعسكرية وأن تمتنع عن لغة التهديد والوعيد التي لن تجدي نفعا مع الإصرار الدولي وأن تعود عضوا مسالما في المجتمع الدولي وأن تتخلى عن طموحاتها النووية والتوسعية وأن تمتنع عن التدخل في القضايا العربية حتى تستعيد الثقة التي فقدها الجميع بعد عقود من تحدي العالم وتشجيع الإرهاب.
من جانبها، اعتبرت صحيفة (الشرق) الجديدة أن التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز فارغ من المضمون والمعنى ويدخل في إطار العنتريات التي أدمنتها التصريحات الإيرانية المتتالية لتصوير بلادهم كقوة عظمى تستطيع التحكم في مصير المنطقة، فهو وبغض النظر عن كونه تصرفا يخرق القانون الدولي بشكل سافر فهو سيدخل إيران في مواجهة لن تستطيع تحمل عواقبها عسكريا واقتصاديا وسياسيا وديبلوماسيا.
وأبرزت الصحيفة أن أزمة التصريح الإيراني لا تتلخص في إمكانية تطبيقه من عدمه لكن الأزمة تتلخص في الفكر الذي يقف وراء هذه التصريحات والذي يرسخ نظرة إيرانية رسمية ترى أن من حق طهران خرق أي قانون والقيام بأي تجاوزات بدءا من برنامجها النووي الذي لم تنجح حتى الآن في إقناع العالم بسلميته بسبب سياسية التعتيم المستمرة والمواقع النووية والتجارب والنشاطات السرية في البلاد التي يتم اكتشافها شيئا فشيئا، ومرورا بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول ومحاولة زرع الفتن الطائفية بين الشعوب لتحقيق مكاسب سياسية على حساب استقرار الدول.
ورأت (الشرق) أن هذه التصرفات المتواصلة من طهران أصبحت تستلزم وقفة جادة من المجتمع الدولي، وقفة تتجاوز الشجب والتنديد والمقاطعة، وتتجه إلى إجراء يلزم طهران بالالتزام بالقانون الدولي واحترام دول الجوار وقطع علاقتها مع الإرهاب.
وقالت "لعل الحظر النفطي الذي تجري دراسته الآن يمكن أن يصب في هذا الاتجاه ولكنه خطوة واحدة على طريق يجب على المجتمع الدولي السير فيه، حيث لا يمكن أن تبقى طهران تتصرف وتصرح بهذا الشكل وتتجاوز كل الحدود والأعراف الدولية محترفة إثارة التوترات الإقليمية والدولية في رهان على صبر طويل أبداه الجميع نحوها حرصا على عدم إشعال حرائق جديدة في المنطقة".
وخلصت الصحيفة إلى القول إن هذه المواقف الإيرانية المتتالية تؤكد من جديد على أهمية قيام اتحاد خليجي يؤسس لكيان قادر وناجح يستطيع تشكيل ثقل يحفظ حقوق كل أعضائه ويحصنها من أي مطامع أو تهديد.