تعامدت الشمس في السابعة إلا خمس دقائق صباح اليوم الأربعاء على "قدس الأقداس" بمعبد قصر قارون بالفيوم، وهو الموعد الذي يوافق بدء فصل الشتاء. وقامت لجنة مشكلة من محافظة الفيوم ومنطقة الآثار بالمحافظة برئاسة أحمد عبد العال مدير عام منطقة آثار الفيوم، ومحمد طنطاوي مدير عام السياحة بالمحافظة برصد الظاهرة منذ الفجر وتسجيلها بالتصوير.
وذلك لتأكيد صحة ما نشره أحد الباحثين مؤخرا عن تعامد الشمس على "قدس الأقداس" في قصر قارون في هذا الوقت من كل عام، وراقبت اللجنة عملية تعامد الشمس على "قدس الأقداس " بالمعبد، ورغم أن الجو كان ملبد بالغيوم إلا أن اللجنة تأكدت من تعامد الشمس على "قدس الأقداس" وتمت العملية بشكل واضح وجلي في السابعة إلا خمس دقائق بعد شروق الشمس.
وكان الدكتور مجدي فكرى الأستاذ بكليات السياحة بالجامعات المصرية وعدد آخر من الباحثين قد قاموا بنشر أبحاث في إحدى المجلات العلمية عن تعامد الشمس على "قدس الأقداس" في المعبد في هذا التاريخ من كل عام، وهو الموعد الذي يوافق الانتقال الشتوي.
تأكدت اللجنة من تعامد الشمس على المقصورة الرئيسية واليمنى في "قدس الأقداس" ولكنها لم تتعامد على المقصورة اليسرى.
وهو ما أكده البحث أن هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك ) إله الفيوم في العصور الفرعونية والذي لا يمكن أن يتم تعريضه للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى، وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء .
يشار إلى أن قصر قارون يقع أقصى غرب محافظة الفيوم بمركز يوسف الصديق، ولا علاقة له بقارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وإنما هو كما يقول أحمد عبد العال مدير عام الآثار بالمحافظة معبد من العصر اليوناني - الروماني وخصص لعبادة الإله "سوبك ".
مشيرا إلى أن سكان المنطقة فى العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له والتي تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون (المجاري المائية الصغيرة) والخلجان التي تصب بها فأطلقوا عليها في البداية بحيرة (القرون) وتم تحريفها إلى بحيرة قارون وهي في الأصل البقية الباقية من بحيرة "موريس" منذ ملايين السنين.
كان المهندس أحمد على محافظ الفيوم قد أمر بتشكيل هذه اللجنة للتأكد من هذه الظاهرة حتى يتم الإعداد لإقامة احتفالية كبرى بهذه المناسبة العام القادم وما يليه سنويا للمساهمة في عملية تنشيط السياحة بالمحافظة.