رغم الجهود المكثفة المبذولة لإزالة المظاهر المسلحة بالعاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، إلا أن التواجد العسكري والأمني مازال ملحوظا سواء من قبل القوات الحكومية أو من قبل قوات الفرقة الأولي مدرع المنشقة عن الجيش والعناصر المسلحة الموالية للقبائل وقوي المعارضة الأخري. وفي سياق آخر، ورغم بدء تنفيذ الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وآخرها تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي عقدت اجتماعين لتحديد برنامج عملها للمرحلة المقبلة، إلا أن عمليات توزيع المشتقات النفطية علي العاصمة تعاني من التقطعات التي تحول دون وصول القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية إلي صنعاء.
وفي هذا الصدد، أكد مصدر مسئول بوزارة النفط والمعادن اليمنية أن التقطعات في مناطق "الحيمة" و"بنى مطر" جنوب غرب صنعاء علي الطريق القادم محافظة الحديدة غرب اليمن، مازالت تعيق وصول ناقلات البنزين والديزل للعاصمة.
من جهة أخرى، ورغم التحسن النسبي في إمدادات الكهرباء للعاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، إلا أن فترات انقطاع الكهرباء مازالت طويلة تتراوح ما بين 14 و 16 ساعة يوميا، مقارنة بنحو 22 ساعة يوميا في السابق وقبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني تنفيذا لأحد بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية.
وفي إطار الجهود المبذولة لإزالة المظاهر المسلحة من المدن اليمنية تنفيذا لأحد بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، عقدت "لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار" اجتماعين خلال ثلاثة أيام برئاسة الفريق عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني رئيس اللجنة.
ونتيجة أهمية اجتماعات اللجنة والأعمال الموكلة إليها بموجب المبادرة الخليجية، فقد حضر مبعوث الأممالمتحدة لليمن السفير جمال بن عمر، الذي يزور اليمن حاليا، الاجتماع الثاني للجنة يوم أمس الأربعاء، في إطار متابعة تنفيذ المبادرة، قبل أن يقدم تقريرا لمجلس الأمن حول نتائج زيارته لليمن وما تم تنفيذه من بنود المبادرة المدعومة من قبل المجلس والمجتمع الدولي.
ويعول أبناء الشعب اليمني الكثير علي لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار لرفع المعاناة المستمرة منذ عشرة أشهر بالعديد من المدن اليمنية خاصة العاصمة صنعاء، التي شلت الحركة فيها بسبب اعتصامات ومظاهر مسلحة وخيام نصبها المناهضون للنظام بالعديد من الشوارع المحورية الاستراتيجية بالعاصمة .
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها بشكل مكثف في صنعاء لإزالة المتاريس ومختلف المظاهر المسلحة سواء تلك التابعة للقوات الحكومية أو التابعة لقوات الفرقة الأولي مدرع المنشق عن الجيش والعناصر المسلحة الموالية للقبائل وقوي المعارضة، وستعمل علي فتح الطرق المقطوعة أينما وجدت وتعمل علي إصلاح أنبوب النفط الرئيسي وكذا تأمين عملية إصلاح منشآت مؤسسة الكهرباء بما يعيد التيار الكهربائي بشكل طبيعي من محطة مأرب الغازية الرئيسية التي تغذي العاصمة والعديد من المدن اليمنية.
وقد حددت خارطة عمل لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار في المدن اليمنية عددا من البنود لتنفيذها اعتبارا من بعد غد السبت، ومنها إعادة الوحدات العسكرية ووحدات الأمن المركزي والنجدة إلى معسكراتها الدائمة بما في ذلك إخلاء الشوارع من المدرعات والعربات والأطقم المسلحة والأفراد المسلحين والمعدات وكل وسائل المظاهر المسلحة.
وستعمل اللجنة على إعادة المجاميع والقبائل والمليشيات المسلحة إلى قراها مع إخلاء كل المنشآت والمواقع التي تتمركز بها مع الأسلحة والذخائر والمعدات التابعة لها، وإخلاء كل المنشآت الحكومية والخاصة بما فيها الفنادق والمدارس والعمائر وكذا الشوارع من أي تواجد استحدث بعد يناير 2011 (بدء الاعتصامات الاحتجاجية).
وبموجب خارطة طريق عمل اللجنة، تتحمل وزارة الداخلية (شرطة النجدة - الأمن المركزي - الإدارة العامة للمنشآت - الأمن العام - الشرطة العسكرية) دون غيرها مسئولية تأمين وحماية جميع المنشآت والأهداف الحيوية والسفارات والقنصليات والبنوك والمؤسسات والمصالح الحكومية، وبحسب ما كانت عليه قبل يناير الماضي.
كما يتم رفع نقاط التفتيش والمواقع المستحدثة والدوريات من الشوارع والجولات (الميادين) ويعود الوضع إلى ما كان عليه قبل يناير وتستمر الدوريات ونقاط التفتيش والتواجد في الجولات حسب العادة وخطة وزير الداخلية، وأن يقوم أمين العاصمة ووزارة الأشغال العامة بالتعاون مع دائرة الأشغال العسكرية بالعمل على إزالة المتاريس والخنادق والحواجز والمخلفات الترابية من الشوارع العامة وردم وإصلاح كل ما تهدم وتخرب وتضرر في الشوارع.
وبموجب خارطة طريق عمل اللجنة تبدأ أعمال اللجنة اعتبارا من الساعة الثامنة صباح يوم بعد غد السبت ولمدة أسبوع مع موافاة مركز القيادة والسيطرة الرئيسي بوزارة الدفاع بالمواقف أولا بأول عن مستوى الالتزام والتنفيذ.