«قعدة المصريين على القهاوى بيطلع منها كلام زى الفل»، بمقدمة تلخص حوارات المصريين كل ليلة، وصورة تضم 4 ممثلين يعبرون بملابسهم وطريقة كلامهم عن مختلف أطياف الشعب، صنع موقع قبيلة بالتعاون مع فريق دفع رباعى، اسكتش كوميدى بعنوان «80 مليون مفتى»، يعرض على مواقع الانترنت. الممثل الأول، يسمى عبدالفتاح، تبدو عليه مظاهر المتعلم الا أنه يدعى الثقافة، بدأ حواره على القهوة قائلا «بيقولك السلفيين عملوا أحزاب، ده كده البلد هتخرب».
يرد عليه آخر بلحية بدأت فى الظهور، ولهجة تميل إلى لهجة أبناء الريف، «هتخرب ليه بس؟».
«البلد دى ما ينفعش يبقى فيها سلفيين، بس لازم يبقى فيها دينيين، زى ما جورج وسوف قالها كله سلف ودين، ولا هترجع البلد يبقى متحكم فيها تيار واحد؟» هكذا شرح الأول تصوره.
يضع شخص ثالث الشيشة جانبا، ويقترب منه بملابس كاجوال وحلية فى رقبته وحظاظة فى يده، ويؤكد «لا تيار واحد دا كان قبل الثورة، كان حسنى مبارك هو الطيار الوحيد اللى متحكم فى البلد، انما انت عندك دلوقتى طيارين كتير عمرهم ما هيسيبوا طيار واحد يتحكم».
يتدخل رابعهم الذى ارتدى فانلة بحمالات وبنطلونا قصيرا ومظهره يوحى بأنه صاحب حرفة قائلا «والله الراجل ده بيتكلم صح، الطيارين فعلا هما احسن ناس يمسكوا البلد، اذا كان الطيار من دول بيعرف يتحكم فى الطيارة وهى متشعلقة فى الجو مش هيعرف يتحكم فى البلد وهى طايرة على الأرض».
ويستمر الحوار بينهم حول السلفيين الذين يرى فيهم الثانى فائدة كبيرة للمواطنين، «يكفى ان أى واحد هايعوز أى فلوس سلف هيسلفوه»، ويعتقد ان التخوف منهم يتمثل فى تطبيق الحدود فقط.
الا أنه يطمئنهم قائلا «انت ماعندكش دولة فى العالم مابتطبقش الحدود، دا انت عندك جوا مصر حرس حدود، طيب لما تلغى الحدود هتعمل ايه فى الحرس هتسرحهم م الجيش، بلاش الجيش هتعمل ايه فى ماتشاتهم فى الدورى».
ينهى الأول النقاش حول السلفيين برغبته فى أن يمسك الاشتراكيون البلد، «انا نفسى البلد دى تبقى اشتراكية».
وباستنكار يتساءل الثانى، «مش الاشتراكية دى اللى امك ماتلبسش فيها الحجاب، يا اخى اتقى الله فينا». فيؤكد له أن الاشتراكية تعنى أن يصبح كل شىء باشتراك، «يعنى تشترك عند الحلاق والسوبر ماركت وكل حاجة».
يدور نقاش آخر حول الاشتراكية، ينهيه الثالث قائلا «مشكلة الاشتراكية انها قديمة من ايام عبدالناصر خليك فى الجديد اللى نازل، الليبرالية».
ومن جديد يسأل الثانى «ليبرالية، يبقى هى دى يا شيخ اللى امك ماتلبسش فيها الحجاب».
الا أن المثقف المدعى يقول «الليبرالية دى هتعملنا مشكلة، اديك قاعد مجعوص وبتقول عايزها ليبرالية، وانا كمان هاقول ليبرالية، وفى الاخر ييجى الريس يعملها ليبرا ليه هوه».
وبنبرة توعية قال الثالث «ما هو ده دورك، اختار واحد يعملها ليبرالينا كلنا، الناس بس خايفة، يقولك احسن يكون علمانى».
فيقاطعه الثانى مجددا «ايوه هى علمانى دى اللى امك ما تلبسش فيها الحجاب، انا سمعتها ومتأكد منها».
فيؤكد له الرابع أنه لا يفهم شيئا «علمانى دى من علمانيا يعنى لو نطقتها بالانجليزى تبقى المانيا، اصل الانجليز مابيعرفوش ينطقوا العين».
يحسم عبدالفتاح الخلاف قائلا «انا عن نفسى هانتخب طارق، لأنه مدخل اتنين ولاد خالتى الكلية الحربية من غير ما يدفعوا ولا مليم».
يثير كلامه الدهشة فيسأله الجميع مستفسرا، ويجيب «اه والله كان ساعتها ماتش الزمالك وكمان دخلهم درجة أولى مش ثالثة يمين، الراجل دا سلكاوى اوى».
الا ان رابعهم يقول «بس الراجل دا مش هانتخبه، لأنه فلول»، فيفتى لهم ذو اللحية «انت عارف الفلول دول احسن ناس تختارهم لمجلس الشعب، الناس دى دخلت المجلس قبل كده، تلاقيهم بيسقفوا مع بعض ويبطلوا مع بعض، انما لو جبتلى واحد من بتوع الثورة هيبقى كلهم رافعين ايديهم وهو منزلها، دا حتى منظر المجلس مش هيبقى ولا بد».
ينصح الثالث الجميع بصوت عال «المهم ماتجيش تنتخب واحد عشان هايديك 50 ولا 100 جنيه، ده كان قبل الثورة، دلوقتى اقل من 400 جنيه ماتقبلش، صوتك بقى ليه قيمة».
ينتهى اللقاء السياسى باقتراح أحدهم «باقولك ايه يا عبدالفتاح ما ترشح نفسك فى الانتخابات انت راجل مثقف وقارى».
وتلمع الفكرة فى رأس المثقف، فيحسم الصنايعى الأمر قائلا «انت لسه هاتفكر، قوم بينا يا عم».
يحمله الجميع على الأعناق وتعلو الهتافات «تنتخبوا مين» ويردد الموجودون بالمقهى والمارة «عبدالفتاح»، الذى لا يعرفه أحد.