يشارك في مسابقة (المهر العربي للأفلام القصيرة) بمهرجان دبي السينمائي الدولي 15 فيلما يرصدون الواقع المعاصر المعاش في المجتمعات العربية، منهم 3 أفلام مصرية ستشارك لأول مرة على مستوى العالم، ويكشف عدد الأفلام عن أن المنطقة تعج بالطاقات والمواهب الخلاقة الآمله فى أن تبرز عالميا في المستقبل . وستضم مسابقة جائزة المهر العربي للأفلام القصيرة 15 فيلما، 8 منها تعرض لأول مرة على مستوى العالم، و2 يعرضان للمرة الأولى دوليا، و2 يعرضان لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وعند اختتام فعاليات المهرجان، ستنال الأفلام الفائزة بالمراتب الثلاثة الأولى جوائز مالية يصل قدرها إلى 60 ألف دولار. أما عن الثلاثة أفلام المصرية، فأولها فيلم (زفير) لمخرجه عمر الزهيري، وهو دراما صامتة عن رجل لا يستطيع سماع أى شيء، عندما تكون نافذته مغلقة، سوى ضجيج مكتوم آت من ميدان مزدحم، أو صوت أنفاس عميقة لامرأة.
أما الفيلم الثاني، فهو (أحد سكان المدينة) للمخرج أدهم الشريف، ويقدم مقارنة ساخرة بين حياة الأغنياء الكسالى وحياة العمال الكادحين، فيما يطل الفيلم التجريبي (بحري) لمخرجه أحمد غنيمي، ليسرد قصة رجل يتجول وحيدا في شوارع حي (بحري)، بغية جمع مواد تلزمه لإنجاز مشروع فني، فيلتقي بمجموعة من الأطفال الذين يستحضرون مخاوفه الدفينة .
أما الفيلم الثالث من مصر فهو للمخرجة عايدة الكاشف بعنوان (حدوتة من صاج)، ويروي الفيلم - الذي تستند أحداثه على شخصية واقعية - قصة فتاة ليل شابة تحاول المخرجة تعريف الجمهور بها، من خلال إجراء سلسلة من المقابلات الشخصية معها.
ويروي فيلم (مكان يعاد)، للمخرج اللبناني وجدي إليان، في عرضه الدولي الأول قصة رجل انطوائي يلتقي بقط غريب الأطوار في الشارع، ويشارك المخرج الفلسطيني زياد بكري بفيلم (صياد الملح) في عرضه العالمي الأول، وتتناول أحداث الفيلم حياة صياد منكوب، يعاني من الروتين والرتابة.
ويقدم المخرج السينمائي التونسي أنور لحوار فيلمه (الطياب)، في عرض عالمي أول، الذي يروي قصة مدلك في حمام شرقي شعبي يواجه صعوبة في الانسجام مع عمله مجددا بعدما توجب عليه غسل جثة ميت من سكان الحي. وفى فيلم (حاضنة الشمس) يؤكد مخرجه السوري عمار البيك أن سبب اندلاع المظاهرات والثورات في العالم العربي هو البؤس، متخذا من مصر وسوريا مثالا على ذلك .
ومن الأردن، يشارك المخرجان محمد حشكي وثريا حمدة بفيلمهما (عبور)، والذي يعرض للمرة الأولى عالميا، وتدور أحداثه حول صبي في الثامنة من العمر اسمه ليث معتاد على سلوك طريق مختصر من المدرسة، مارا بمقبرة مجاورة، وهو ما يثير خيال الطفل للتفكير بأمور وجودية عميقة، كالموت والحياة والعلاقات الإنسانية .
استقطبت المسابقة أيضا أفلاما لعرب يقيمون خارج الوطن، فمن فرنسا يشارك روي عريضة بفيلمه (بعدنا) الذي تم تصويره في لبنان، وسيتم عرضه للمرة الأولى في العالم، ويروي الفيلم قصة فتاة ورجل جمعتهما علاقة لسنين عديدة، لكن الأمور أخذت منحى مختلفا، بعد أن تعلم الفتاة بقرار هجرة حبيبها من البلاد.
كما سيتم عرض فيلمين آخرين من فرنسا، يحملان موضوعا مشتركا، وهو الهجرة الفيلم، الأول هو (حراقة) للمخرج فريد بنتومي، ويعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، وهو يروي قصة مالك ولطفي ومحمد وخليل، وما يحصل معهم من أحداث أثناء إبحارهم على متن قارب مطاطي، محاولين عبور البحر المتوسط، والثاني هو (الطريق إلى الفردوس) للمخرجة هدى بن يامينا، ويسرد قصة أم لطفلين تغادر وطنها وتعيش لاجئة لتجد حياة أفضل في فرنسا مع طفليها .
ويحكي الفيلم الألماني (نحبك) لمخرجته سولين يوسف، قصة شاب وصبية ألمانيين من أصل كردي، يحاولان العثور على التوازن الأمثل بين الثقافتين. بينما تدور أحداث فيلم (أرض الأبطال)، من إخراج ساهم عمر خليفة وإنتاج عراقي بلجيكي مشترك، حول أحد أيام حياة الطفل دلير البالغ من العمر 10 أعوام وأخته زيني، التي تساعده في جمع الأسلحة والذخائر المستخدمة في موقع كان ساحة معركة سابقا، وذلك لتقوم والدتهما بتنظيف تلك الذخائر والأسلحة وبيعها لكسب القوت اليومي للعائلة .
ومن المملكة المتحدة، يشارك أسامة قشوع بفيلمه (غرفة سمير) في عرضه العالمي الأول، وهو عبارة عن قصة مؤثرة تجري أحداثها في القدس، حيث يصل سمير إلى بيته آتيا من الجامعة، ليجد مستوطنين إسرائيليين استولوا على بيت العائلة، لتسلب منه ذكرياته وماضيه الذى عاشه في هذا المنزل.
وقال عرفان رشيد مدير البرامج العربي في مهرجان دبي أن الأفلام المشاركة هذا العام في مسابقة (المهر العربي للأفلام القصيرة) تعكس التغيرات التي تشهدها منهجيات صناعة الأفلام مع ميل عدد أكبر من المخرجين إلى طرح جوانب اجتماعية باستخدام أساليب وتقنيات جديدة ومتطورة لم يسبق لهم أن تطرقوا لها من قبل. وأضاف أن هذه الأفلام تصور الواقع المؤلم والمقلق الذي اتسمت به الأحداث في العالم العربي، في حين يحتفي بعضها الآخر بالحس الفكاهي العربي، وتتمحور البقية حول مواضيع المغامرة، والخيال، والسوريالية .
وستضم لجنة تحكيم مسابقة المهر للأفلام القصيرة، السينمائي الألماني أندرياس دريسن، الحائز على العديد من الجوائز، والسينمائية والشاعرة الفلسطينية آن ماري جاسر، والمخرج والمؤلف الماليزي أمير محمد، والذين سيقومون بتقييم المشاركات لاختيار أفضل الأفلام والمخرجين المشاركين في المسابقة، وسيتم عرض الأفلام المشاركة على الجمهور ضمن برامج خاصة للأفلام القصيرة.