من خلال شخصية فتاة صعيدية منغلقة تدعى «زينب» اختارت أن تقدم نفسها للجمهور المصرى لأول مرة بعد رفض متواصل استمر 6 سنوات. وتعتبر وقوفها أمام نجم بحجم يحيى الفخرانى فى مسلسل «الخواجة عبدالقادر» أسهل وأسرع وسيلة للتسلل إلى قلوب 80 مليون مصرى هم الكتلة الجماهيرية الأكبر فى الوطن العربى، وأول خطوة لتحقيق حلمها فى العمل بالسينما التجارية.
إنها الفنانة السورية سلافة معمار التى خصت «الشروق» بأول حوار لها فى الصحافة المصرية حول هذا العمل.
تقول سلافة معمار: عندما أخبرنى المنتج أحمد الجابرى أننى مرشحة للعمل مع الفنان يحيى الفخرانى، شعرت أنه حدث مهم فى مشوارى الفنى، وقلت له فى نفس المكالمة أننى شغوفة لقراءة السيناريو.
والحمد لله وجدت الحدوتة التى تدور حولها الأحداث رائعة لها أهداف ورسائل تبعث بها للمشاهد، يضاف إلى ذلك أنها كتبت بشكل جيد، والحقيقة أن سعادتى كبيرة لأننى سأعمل فى هذا المسلسل إلى جانب النجمة سوسن بدر.
● كيف ستظهرين ضمن الأحداث؟ المسلسل مرحلتان، الأولى فى أربعينيات القرن الماضى، والثانية التى أجسدها تدور أحداثها فى العصر الحديث لفتاة من الصعيد تدعى «زينب» عاشقة للحياة، لكنها تمر بظروف صعبة بسبب نشأتها فى بيئة منغلقة، ويظل هذا حالها حتى يأتى «الخواجة عبدالقادر» يحيى الفخرانى لينقذها ويكون النافذة التى تعود من خلالها إلى الحياة.
● ألم تترددى خوفا من عدم إتقان اللهجة التى تمثل عائقا أمام كثيرين؟ أعرف أن إتقان اللهجة المصرية خاصة الصعيدية تحد كبير، ولا أستسهل ذلك، وسأبذل جهدا كبيرا فى التدريب على الكلام بالطريقة الصعيدية. لكن هذا العائق هو ما دفعنى لخوض التجربة، لأنى أحب التغيير فى أعمالى دائما، وأن أقدم فى كل عمل فنى شخصية من بيئة مختلفة.
كما أن الدراما المصرية فى العامين الماضيين حققت قفزة كبيرة على مستويات الصورة والتقنيات والإخراج وكذلك فى التعامل مع القصص المقدمة.
مثل مسلسلى «الجماعة»، و«الحارة» اللذين اعتمدا على نجوم كثيرة عكس عقيدة الدراما المصرية التى تعتمد أكثر على النجم الأوحد، وكذلك «أهل كايرو».. و«المواطن اكس» كان مبهرا فى صورته وتركيبته، وقدم نجوما جديدة للدراما، فيجب أن نشهد للدراما المصرية بأنها استطاعت تجديد دمائها العامين الماضيين.
● العمل مع نجم بحجم يحيى الفخرانى سلاح ذو حدين.. هو فرصة للوصول إلى الجمهور المصرى.. لكنها وسيلة صعبة خاصة أن الأحداث تدور حوله وهذا سيقلل من فرصك فى الظهور إلى جانبه.. مقاطعة: لا أرى الموضوع من هذه الزاوية إطلاقا، فالوقوف أمام يحيى الفخرانى فى حد ذاته مكسب كبير، فهو أستاذ، وسأتعلم من العمل معه كثيرا.
ولا أغفل أن الجمهور يعشق شخص الفخرانى بغض النظر عن المادة التى يقدمها رغم أنها دائما تكون جيدة، وهو دائما يخطف الأضواء ممن حولة، لكن من الأكيد أن الجمهور الذى يتعلق بالفخرانى ويحرص على متابعته بشكل يومى، سيرى الشخصيات الأخرى التى تظهر إلى جانبه فى المسلسل.
● إلى أى مدى يقلقك أن المشاهد المصرى سيتعامل معك وكأنك ممثلة مبتدئة؟ ستتعجب عندما أقول إننى أحببت ذلك كثيرا. فأنا دائما أحب الخضوع إلى اختبارات صعبة، وأدخل فى تحديات كبيرة حتى أثبت لنفسى أننى ممثلة، لذلك لا يخيفنى أن الجمهور المصرى سيتعرف على للمرة الأولى فى «الخواجة عبدالقادر»، لكن أتمنى أن أقدر على إيجاد علاقة حب بينى وبين المصريين بالسورى «أفوت على قلوبهم».
● البعض ممن يعرف تاريخك فى الدراما السورية سيتساءل لماذا تأخرت فى القدوم إلى مصر ولم تأت قبل سنوات مع نجوم بلادك الذين حققوا شهرة واسعة؟ لا أعترف بمقولة «اتأخرت».. لأن كل شىء بميعاد، وهذا لا يعنى أننى لم تأتنى عروض بمصر طوال الفترة الماضية، بالعكس فمنذ 6 سنوات تأتينى عروض لكنها لم تناسبنى، عكس «الخواجة عبدالقادر» الذى وجدت نفسى فيه، وشعرت أنه سيضيف لى كممثلة.
● لكنك لست من الفريق الذى يعتبر العمل بمصر تنازلا عن الهوية السورية؟ الفن ليس له حدود إقليمية، فالفنان له الحق أن يعمل فى أى مكان وبأى لغة، وإذا تم ترشيحى لفيلم إيرانى سأوافق عليه، ولا أكون بذلك تخليت عن هويتى.
ووجهة نظرى الشخصية أن التخلى عن الهوية له علاقة بكيف يقدم الفنان السورى نفسه بالبلد الآخر، وفى النهاية كل تجربة لها خصوصيتها، ورغم أن هناك فى سوريا من يتعامل مع المسألة من هذا المنطلق، لكن ليس من الصواب أن يعمم ذلك اعتقادا عن الفنانين السوريين، لأن هناك أيضا من يعرف أن الفن بلا وطن وليس له حدود.
● هل ظهر هذا الاتجاه ردا على نجوم سوريا الحريصين على العمل فى مصر كل عام مثل جمال سليمان وسلاف فواخرجى وجمانة مراد وغيرهم؟ هذا حقهم، لأنه معروف عن مصر أنها منبر فنى واسع، فالجمهور المصرى فقط يتخطى 80 مليون نسمة، وهذا العدد مغرٍ جدا لأى فنان، لكن فى النهاية يجب أن يحافظ الفنانون السوريون على هويتهم وأن يحرصوا على تقديم أعمال فى سوريا، وهى معادلة صعبة.
وهناك ميزة الكثير لا يلتفت إليها ونحن نفتقدها فى سوريا، وهى المتعلقة بالسينما التى يطمح إليها كل فنان مهما بلغت نجوميته فى الدراما.
● هل موافقتك على «الخواجة عبدالقادر» الهدف البعيد منها حصولك على فرصة فى السينما المصرية؟ أى فنان يميل ويحب السينما أكثر من التليفزيون، والواقع يقول إنه لا يوجد سينما فى سوريا، فالإنتاج محدود جدا، وكل الأعمال من إنتاج مؤسسة السينما، لكن لا يوجد لدينا صناعة سينما مثل مصر.
والسينما المصرية إغراء لأى ممثل، وأنا كسلافة أشعر أننى ينقصنى أن أقدم تجربة حقيقية بالسينما، وأن أعيش تجربة الفن التجارى، وأن أحتك بالجمهور والشارع بشكل مباشر من خلال شباك التذاكر.
فمن الأكيد أننى سأكون سعيدة جدا إذا أتيحت لى فرصة العمل بالسينما المصرية، وبالمقاييس التى تناسبنى.
● لكن هناك من سيردد أنك جئت إلى مصر هربا من أزمة الدراما السورية التى ستتعرض للشلل بسبب الأوضاع غير المستقرة هناك؟ إذا كنت تقصد أننى قدمت إلى مصر لأنه لا يوجد شغل بسوريا فهذا غير حقيقى بالمرة، لأننى شخصيا لدى 4 سيناريوهات ستتم مباشرة العمل فيها الشهر القادم.
ولكن هذا لا ينفى أن سوريا تمر بأزمة كبيرة. وأتصور أن الجمهورين السورى والمصرى سيتأكدان أننى لم أحضر إلى مصر لأننى لا أجد عملا، عندما يأتى رمضان ويشاهدانى مشاركة فى عملين سوريين رمضان القادم إلى جانب «الخواجة عبدالقادر».
واستطردت: «الله يديم الخير على البلدين مصر وسوريا.. الأوضاع مضطربة وإن شاء الله تنتهى لصالح الشعب العربى كله»..
● بمناسبة الأوضاع الداخلية لسوريا.. لماذا تبدو آراء الفنانين متذبذبة تجاه الثورة.. يوما يعلنون موقفا مؤيدا للثوار واليوم الآخر مؤيدا للنظام؟ لا أريد الحديث بالسياسة، ورغم ذلك سأقول إن آراء الفنانين ليست متذبذبة، ولكن بشكل عام الوضع فى سوريا مختلف عن مصر، والحديث عن الوضع الداخلى لسوريا حساس جدا، وأرجو أن تعفينى من الخوض فيه. لأن أى جملة سأنطق بها سيتم تفسيرها أكثر من ألف تفسير، لذلك أنا مع الرأى الذى يفضل «الصمت» موقفا له.