أكدت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية، أهمية تكاتف المصريين فى المرحلة المقبلة من أجل بناء مصر، وقالت: «نحن سنبنى دستورنا ولكن هناك أزمة اقتصادية واجتماعية تعانيها مصر، وتحتاج بعض المسكنات حتى نتمكن من إجراء تغيير حقيقى ونحقق العدالة الاجتماعية». وأضافت فى ندوة عقدتها الجبهة الحرة للتغيير السلمى بالتعاون مع شباب الفيوم الحر، بحضور عصام الشريف، رئيس الجبهة، «نريد برنامج إنقاذ وطنى تعده الحكومة سواء الحالية أو المقبلة، وليس هناك عذر أن نظل بدون برنامج»، ووصفت الانتخابات البرلمانية المقبلة بأنها ستكون «فارقة فى تاريخ مصر»، وتابعت: «البرلمان القادم هو الذى سيعد الدستور، ولابد أن نهتم بأن تكون الانتخابات نزيهة وقوية، حتى لا يشقى الشعب المصرى».
وأكدت أن المصريين يملكون حاسة سادسة، يستطيعون بواسطتها معرفة ماذا يريدون وكيف يختارون ما يريدونه، وقالت: «مصر تتألم ولابد أن نصبر قليلا حتى نحقق ما نسعى إليه»، وعلقت الجبالى على المحاكمات التى تجرى لرموز النظام السابق قائلة: «إنها جزء من محاسبة الشعب على أفعال هؤلاء المسئولين، ولكن القوانين قد لا تساعد القاضى على إدانتهم، فليس هناك نص قانونى يعاقبهم، ومن الجائز أن يصدر حكم ببراءتهم، فلا يمكن للقاضى أن يحكم بما يريده الناس»، وشددت على أن ما يشغلها أكثر هو «المحاسبة السياسية وليست الجنائية»، وألا تكون المحاكمة عبارة عن تصفية حسابات.
من جانبه حذر عصام الشريف من استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات المقبلة، مؤكدا أهمية البرلمان القادم فى تحديد مستقبل مصر وصناعة الدستور، وقال: «لا يجب أن نصنع حزبا وطنيا جديدا، ويجب أن نتذكر دائما أن هناك نحو 1000 شهيد ضحوا بأنفسهم حتى تنال مصر حريتها»، لافتا إلى وجود حالة فقدان ثقة بين القوى السياسية والمجلس العسكرى، نتيجة صدور قرارات فردية للأخير دون مشاركة من أحد، فيما وجه اتهامات للتيارات الدينية ب«خداع المصريين» حول محاولة الليبراليين إلغاء المادة الثانية من الدستور بعكس الواقع، وأضاف: «لن نسمح بأن يكون الحكم عسكرى أو دينى، ونحن مستعدون للموت فى ميدان التحرير، ولن ننتظر مرحلة انتقالية طويلة لأن العسكرى إذا جلس على الكرسى بيحلى فى عينه».