حتى بعد رحيله يثير المبدع جدلا لايقل عما اثاره وهو حى يرزق وهذا ما يتجلى فى حالة شاعر كبير وصاحب مواقف مناوئة للطغيان مثل الشاعر الراحل جوزيف برودسكى. وبعنوان :"اقل من واحد" صدرت مؤخرا فى لندن مختارات سردية من كتابات الشاعر الروسى الراحل جوزيف برودسكى الذى يبرهن على ان قدراته فى النثر تكاد تضارع موهبته الكبيرة كشاعر يشار له بالبنان .
وذهب نيكولاس ليزارد فى صحيفة الجارديان الى انه اذا كانت هناك مختارات اصيلة وتستحق وصف الكمال فهى هذه المجموعة للشاعر الذى استحق من قبل اعجاب الشاعرة السوفييتية العظيمة انا اخماتوفا غير ان النظام الشمولى السوفييتى اعتبره مجرد كائن طفيلى ومتطفل على الشعر والأدب ويتوجب اعادة تأهيله فى معسكرات العمل.
فالمجموعة مشحونة بالشجن حول حياة الشاعر الراحل فى وطنه قبل الخروج من الاتحاد السوفييتى السابق والعيش فى المنفى الأمريكى كما تتضمن كتابات بالغة العذوبة حول الشاعر الانجليزى ويستن اودن.
ويكاد برودسكى الذى يعد اصغر من حصل على جائزة نوبل للأدب من حيث السن يعرف الشر بأنه "النظام الشمولى وغياب الحرية" فيما يتناول افاعيل الطغيان التى تمسخ البشر وتثخن روح الأمة بالجراح.
وولد جوزيف الكسندروفيتش برودسكى عام 1933 فى عائلة يهودية بلينينجراد "سان بطرسبورج" توفى عام 1998 فى نيويورك وحصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1987 فيما توج وهو الروسى الأصل كأمير لشعراء الولاياتالمتحدة عام 1991.
وبدأت الملاحقات الأمنية السوفييتية لبرودسكى اعتبارا من عام 1963 حيث وضع فى مصحة عقلية مرتين كما تعرض للنفى بمعسكر عمل فى منطقة نائية غير انه اعتبر هذه الفترة الأجمل فى حياته وقال انه درس خلالها الأدب الانجليزى.
وفى عام 1972 اعتقل مجددا واجبر على الرحيل من الاتحاد السوفييتى فاختار التوجه للولايات المتحدة وهناك اصدر عدة مجموعات شعرية ومذكراته فضلا عن مسرحية واحدة بعنوان "المرمر".
وفى كلمته بمناسبة حصوله على جائزة نوبل استذكر جوزيف برودسكى خمسة شعراء هم: اوسيب مندلشتام ومارينا تسفيتايفا وآنا اخماتوفا وروبرت فروست وويستن اودن معتبرا انه لولا هؤلاء الشعراء الذين قرأ لهم لما وصل لمنصة نوبل.