كشف وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو عن رؤية بلاده للشرق الأوسط، مركزا على شراكة بين أنقرة والقاهرة تقود إلى تشكيل «محور قوة جديد فى المنطقة» من البحر الأسود إلى وادى النيل، مشددا على أنه «من أجل التوازن الإقليمى للقوى، نريد مصر قوية.. مصر قوية جدا». أوغلو، مضى قائلا، فى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نشرتها أمس، إن «هذا المحور لن يكون ضد أى بلد آخر.. لا إسرائيل ولا إيران ولا أى بلد آخر، ولكن سيكون محورا للديمقراطية بين الدولتين فى منطقتنا، من الشمال إلى الجنوب، من البحر الأسود إلى وادى النيل فى السودان».
وأعرب الوزير، الذى يعتبره كثيرون مهندس السياسة الخارجية التى جعلت تركيا أحد أهم اللاعبين فى العالم الإسلامى، عن أمله فى أن تسهم الشراكة التركية المصرية فى تحقيق استقرار المنطقة، مضيفا أن «البعض قد يظن أن مصر وتركيا تتنافسان، لكنه هذا غير صحيح، فالقرار الاستراتيجى لأنقرة هو أنها تريد مصر قوية الآن».
وشدد على أنه لتحقيق الديمقراطية، ستكون هناك حاجة لاقتصاد قوى، مضيفا أن استثمارات تركيا فى مصر ستزيد من 1.5 مليار دولار إلى خمسة مليارات خلال العامين المقبلين، وأن المبادلات التجارية ستزيد من 3.5 إلى خمسة مليارات دولار قبل نهاية عام 2012، وإلى 10 مليارات دولار فى عام 2015. وتأتى تصريحات أوغلو بعد زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان للقاهرة الأسبوع الماضى.
وفى إطار الأزمة التركية الإسرائيلية، قال أوغلو فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» الأمريكية إن أنقرة عارضت طلب تل أبيب فتح مكتب لها فى بروكسل ضمن تعاون حلف شمال الأطلنطى ودول منطقة البحر المتوسط، مضيفا أن بلاده شجعت الإمارات على فتح مكتب لها فى مقر «الناتو»، مشددا على أن تركيا ستستخدم حق الفيتو فى حال تقدمت إسرائيل بنفس الطلب.
وفى تل أبيب، قرر وزير الأمن الداخلى يتسحاق أهارونوفيتش إغلاق ممثلية الشرطة بتركيا؛ جراء عدم تعاون السلطات التركية، على أن يتم نقلها إلى رومانيا. وتتولى هذه الممثلية مهمة الارتباط بين الشرطة الإسرائيلية ودول البلقان وأوروبا الشرقية.