اعتمد المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، خلال اجتماعه في نيويورك قبل قليل، إعلان القاهرة حول مكافحة الإرهاب، الذي صاغته ثلاثون دولة خلال اجتماعها في القاهرة في يونيو الماضي. وقد أكد محمد عمرو، وزير الخارجية في كلمته أمام المنتدى، أن هذا المنتدى هو وسيلة لتجسيد إدراك المجتمع الدولي بمعاناة جميع ضحايا الهجمات الإرهابية وأسرهم، وأننا لن ننساهم أو ننسى من فقدوهم. صرح بذلك المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الذي أضاف أن عمرو شدد على التزام مصر الثورة بمواصلة مكافحة الإرهاب وتنفيذ كافة التزاماتها الدولية في هذا الشأن، كما شدد على أن مكافحة الإرهاب لن تتحقق من خلال الاعتماد فقط على العمليات العسكرية والتدابير الأمنية وحدها، بل يجب علينا معالجة الظروف المؤدية لانتشار هذه الظاهرة. وأضاف الوزير أن مصر ترى أن إعمال سيادة القانون وإتباع الإجراءات القانونية السليمة يجب أن يظلا عاملين أساسيين في كافة جهود مكافحة الإرهاب، والتي يجب أن تتم جميعها وفقاً للمعايير الدولية المتعارف عليها، وخاصةً المعايير الدولية لحقوق الإنسان، لما يمثله ذلك من شروط أساسية لنجاح جهودنا المشتركة والتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. كما أكد الوزير على ضرورة "إتباع مبادئ العدالة واحترام حقوق الإنسان ومعالجة جذور الإرهاب بما يضمن النجاح في مكافحته، بالإضافة إلى أهمية عدم السماح بربط الإرهاب بأي ديانة أو ثقافة أو جماعة عرقية بعينها، وأننا على قناعة بأن أية محاولة لإيجاد هذه الرابطة الذهنية هي في حد ذاتها تحريض واضح على الإرهاب". كما ركز وزير الخارجية، على إيمان مصر بإمكانية تطوير المنتدى ليصبح آلية دولية عالية الكفاءة تضطلع بتقديم برامج لبناء القدرات، وتطوير استراتيجيات دولية جديدة لمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، وإعادة ضبط الجهود الدولية في هذا المجال، بما يبشر بحقبة جديدة تتسم بالسلم والأمن والعدالة.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى العالمي للإرهاب قد تم إنشاؤه بمبادرة مشتركة من الولاياتالمتحدة وتركيا، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الأممالمتحدة، وقد عقد اجتماعه الأول في واشنطن في يناير2011 واجتماعه الثاني في اسطنبول أبريل الماضي والثالث في القاهرة في شهر يونيو الماضي، حيث تمت صياغة إعلان القاهرة الذي اعتمده اجتماع اليوم.