أشادت الصحف السعودية في افتتاحياتها اليوم الأحد بإصرار القيادات الفلسطينية والعربية على المضي في الحصول على اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية رغم الضغوطات الصهيوأمريكية والغربية، واصفة هذا الإصرار بأنه "ربيعا عربيا" جديدا للتحرر من الهيمنة الأمريكية والغربية. وقالت صحيفة "اليوم" السعودية تحت عنوان "دولة فلسطينية مستقلة تقترب من الواقع" إن تصريحات المسئولين في السلطة الفلسطينية بعزمهم المضى قدما في طرح مسألة إقامة الدولة الفلسطينية على الأممالمتحدة والحراك العربى حول الفكرة مؤشر على تحرر السلطة الفلسطينية والمسئولين العرب من الضغوطات الأمريكية ومن عبثية دهاليز اللجنة الرباعية التي استهلكت الفلسطينيين في اجتماعات لسنين عديدة بقيادة رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير المنحاز أصلا لإسرائيل والتصريحات العدائية التي يطلقها باستمرار في وجه الفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة "ندرك أن كل هم الإدارات الأمريكية السابقة والحالية واللاحقة هو تأمين حماية إسرائيل وتعزيز وجودها في قلب الشرق الأوسط وكل من يراهن على تزحزحها عن مواقفها إنما يعمى عن مشاهدة الحقيقة الساطعة". وأعربت الصحيفة عن تفاؤلها بأن ينتصر العرب على ضعفهم ويعيدوا استراتيجيتهم في الصراع العربي الإسرائيلي وأن يتحرروا من أوهام العدالة التي قد تأتى بها الدول الكبرى، وأن يدركوا أن المصالح العليا للأمة العربية والإسلامية لا يجوز التهاون فيها أو المساومة عليها، وأن العمل العربى المشترك هو السبيل الوحيد لبلوغ الغايات النبيلة وغاية كل مواطن عربى وفلسطينى هى دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وأكدت صحيفة "اليوم" السعودية أن تحرير الأرض وعودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات العالمي لأرضهم غاية ليست صعبة أو مستحيلة إذا أحسنا إدارة صراعنا بعيدا عن المصالح الضيقة التي تكاد تطيح بأحلامنا الكبيرة في عودة فلسطين لأصحابها. من جانبها، رأت "المدينة" السعودية تحت عنوان "الموقف الأوروبي" أن حسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمس الأول بالتأكيد على الذهاب إلى الأممالمتحدة جاء ليبدد كافة حملات التشكيك التي كانت تراهن على إمكانية تراجع السلطة الفلسطينية عن اتخاذ تلك الخطوة تحت وطأة الضغوط التي مارستها عدة أطراف دولية على السلطة للتراجع عن هذا التوجه.
وقالت الصحيفة إن ما يدعو إلى الاستغراب أن هذه الضغوط الصادرة عن الإدارة الأمريكية، واللجنة الرباعية، وبعض البلدان الأوروبية إلى جانب إسرائيل بطبيعة الحال، ترافقت في الحالتين الأمريكية والإسرائيلية بنبرة تهديد واضحة، ولكن ما يدعو إلى الاستغراب أكثر، موقف أوروبا من هذه القضية، حيث لم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن إلى الإعلان عن موقف موحد يفترض أن يدعم التوجه الفلسطيني.
وشددت صحيفة "المدينة" السعودية - في افتتاحياتها اليوم - على أنه بدلا من ذلك كان المطلوب من أوروبا إنصاف الشعب الفلسطيني والتصويت إلى جانب دعم الحق الفلسطيني في الدولة والحرية والاستقلال.
بدورها، نوهت صحيفة "الوطن" السعودية في هذا الصدد بالدور التركى واعتبرته إضافة إلى رصيد العمل العربى المشترك لخدمة قضية العرب الأولى على كافة الأصعدة الاقليمية والدولية.
وقالت صحيفة الوطن تحت عنوان "بواعث الدور التركي الجديد" إن قيام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزيارة ثلاثة من بلدان الربيع العربلا، ابتداء من القاهرة التي كان توقيت الزيارة فيها مناسبا جاءت ليصعد أردوغان لهجته للإسرائيليين الذين رفضوا الاعتذار لتركيا بعد حادثة الاعتداء على السفينة التركية "مرمرة" ضمن قافلة أسطول الحرية عام 2010 وما تلا ذلك من توترات دبلوماسية بين البلدين، ثم استشهاد الجنود المصريين بنيران القوات الإسرائيلية في أغسطس الماضي، وانتقاد أردوغان لإسرائيل، وتأكيده أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس "خيارا" بل "ضرورة". ودعت صحيفة "الوطن" العرب إلى إدراك المصالح المشتركة واستثمار هذا النشاط التركي الذي يقوده أردوغان في المنطقة، والمتمثل في عودة تركيا إلى الفضاء العربي الإسلامى.