فى 23 فبراير 1903، أجرت كوبا قاعدة جوانتانامو للولايات المتحدة بمقابل ألفى دولار سنويا؛ امتنانا من هافانا للمساعدة التى قدمها الأمريكيون لتحرير كوبا. إلا أن احتجاج الثوار الكوبيين على هذا القرار، جعل الحكومة الكوبية تمتنع عن صرف شيكات الإيجار. وتقع هذه القاعدة فى خليج جوانتانامو جنوب شرقى كوبا، وتحولت الآن إلى أشهر سجون العالم، بعد سجن أبوغريب فى العراق، من حيث سوء السمعة؛ إذ بدأ الجيش الأمريكى فى استعماله فى يناير 2002، لسجن من تشتبه فى كونهم إرهابيين. وأول نزلائه كانوا مجموعة معتقلين أسروا مع بداية الغزو الأمريكى لأفغانستان أواخر أكتوبر 2001، ووصل العدد فى ذروة الحرب الأمريكية على ما تعتبره إرهابا إلى 800 معتقل بلا محاكمة، تراجع عددهم الآن إلى 171 معتقلا. ويعتبر هذا السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، ولا ينطبق عليه أى من قوانين حقوق الإنسان، ما دفع منظمة العفو الدولية لوصفه بأنه «يمثل همجية هذا العصر»، إذ تنمحى فى هذا السجن، وفقا لنشطاء حقوقيين، جميع القيم الإنسانية، حيث يعانى فيه المعتقل من شتى أنواع التعذيب ومع تصاعد الانتقادات الدولية، والأمريكية أيضا، لها يحدث فى جوانتانامو، وعد الرئيس أوباما خلال حملته الانتخابية عام 2008 بإغلاقه فى يناير 2010، وبالفعل عندما فاز بالرئاسة وقع فى 22 يناير 2009 أمرا تنفيذيا بإغلاق هذه المعتقل سيئ السمعة. إلا أنه فى أواخر 2009 تراجع أوباما عن قراره، متحدثا عن عدم القدرة على إغلاق المعتقل فى الموعد الذى وعد به، ليبقى جوانتانامو شاهدا على «قذارة» الحرب الأمريكية على ما تعتبره إرهابا.