تحفل ملاعب كرة القدم في أفريقيا بأجواء فريدة وعادات مميزة يغلب عليها الطرافة والغرابة من قبل الجماهير في مختلف أنحاء القارة السمراء. وتلجأ جماهير البلدان الأفريقية لبعض هذه الطقوس كنوع من التأثير على المنافسين، يفسرها البعض على أنها أعمال سحر وشعوذة تخدم أصحاب الأرض. زار منتخب مصر خلال مشواره بالمجموعة السابعة للتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2012 ثلاث دول أفريقيا هي النيجر، وجنوب أفريقيا وأخيرًا سيراليون. وواجه أبطال أفريقيا في الدورات الثلاثة الأخيرة مواقف طريفة ومختلفة في هذه البلدان، سواء مع حسن شحاتة المدير الفني السابق أو هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي. بدأ الفراعنة رحلاتهم الخارجية في التصفيات بمواجهة النيجر، حيث تصدرت "المعزة" الشهيرة المشهد قبل بداية اللقاء الذي انتهى بخسارة المنتخب بهدف نظيف. أثارت هذه "المعزة" ردود فعل واسعة في وسائل الإعلام، بل أن البعض نسب هزيمة منتخب مصر إلى التأثير السحري لها. والمثير في الأمر أن هذه "المعزة" جاورت علم النيجر، وحضرت عزف النشيد الوطني، بل وجلست على مقاعد البدلاء طوال اللقاء. وبعد أن نسى لاعبو منتخب مصر واقعة "المعزة"، عادوا لمواجهة تحدي جديد مع جماهير القارة السمراء، وتحديدًا في جنوب أفريقيا. تسلح مشجعو البافانا بافانا بآلة "الفوفوزيلا" الشهيرة والمزعجة بأصواتها التي تشبه "طنين الذباب"، حيث لا يتوقف صداها في المدرجات طوال أحداث اللقاء. وقد كانت تلك "الفوفوزيلا" عنوانا لكأس العالم الأخيرة التي استضافتها جنوب أفريقيا. وقد لاقت هذه الآلة الموسيقية اعتراضات بالجملة من جانب المنتخبات المشاركة في المونديال، بل أن البعض طالب بمنع دخولها للملعب. وكان آخر المشاهد في مسلسل المواقف الطريفة التي واجهها منتخب مصر، هي اقتحام مشجع سيراليوني لأرض الملعب احتفالاً بفوز منتخب بلاده 2-1 على أبطال أفريقيا. طغت الفرحة على هذا المشجع الأفريقي، وأخذ يجري في الملعب بملابس داخلية من قطعة واحدة عبارة عن موديل بدائي يشبه "المايووه" أو "البوكسر". غير أن المنتخب المصري وقف مكتوف الأيدي أمام "خزعبلات" القارة السمراء، وفشل لاعبوه في تحقيق فوز وحيد خارج القاهرة، بل وأصبحت "المعزة"، و"الفوفوزيلا"، و"البوكسر الأفريقي"، شهود عيان على غياب مصر عن النهائيات لأول مرة منذ بطولة 1982 التي استضافتها ليبيا. تابع فيديو التقرير على موقع "الشروق الرياضي" من هنا