لم يفلح الرهان على قدوم عيد الفطر المبارك، الذى يشهد العديد من المناسبات السعيدة من خطوبة وزواج فى إنعاش سوق الذهب وتنشيط حركة البيع التى أصابها ركود ملحوظ دفعت بعض التجار إلى تقليص معروضاتهم من المشغولات الذهبية المعتادة فى مثل هذا الوقت، بينما أغلق البعض الآخر محلاته مفضلا الاستمتاع بإجازة إجبارية فرضتها أوضاع السوق غير المستقرة. انخفاض أسعار الذهب فى أول أيام العيد تأثرا بخفض أسعاره عالميا لم ينعكس بشكل حقيقى على حركة الشراء فى السوق المصرية رغم أن أسعار الذهب عيار 21 انخفضت أول يوم العيد بنحو 6 جنيهات ليسجل سعر الجرام 300 جنيه وعيار 24 سجل 335 جنيها بينما عيار 18 وصل إلى 245 جنيها وسجل سعر الجنيه الذهب 2230 جنيها، وهو ما جعل مناطق مثل الصاغة وميدان الجامع بحى مصر الجديدة اللتين تتركز بهما محال الذهب الشهيرة شبه خالية من الزبائن باستثناء قلة ذهبت للفرجة فقط بعد أن أصابها الشعور بالإحباط واليأس من الشراء الماتش «بيتلعب بره» نحن كتجار وصناع نجلس فى مقاعد المتفرجين وراء الجون والماتش بيتلعب بره لا بنشترى ولا بنبيع ذلك هو المشهد، الذى وصف به رفيق العباسى رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات حال سوق الذهب فى مصر، موضحا أن الذهب أصبح خارج إمكانات المستهلك المصرى، الذى صار عاجزا عن شراء دبلتين من الذهب للخطوبة، مكتفيا بواحدة ذهب واخرى فضة وأصبح معتادا أن ترى شخص يبيع «أسورة» زوجته ليشترى لأولاده ملابس العيد أو يسدد بها مصاريف المدارس، ويؤكد العباسى أن 90% من المصريين باعوا الذهب، الذى كانوا يحتفظون به كملاذ آمن للاستثمار، مشيرا إلى أنه على مدى ال7 سنوات الماضية مصر تقوم بتصدير الذهب ولا تستورده بعد أن كانت تستورد بنحو 100 طن سنويا وقت أن كان سعر الجرام فى مصر أعلى من الخارج بنحو ثلاثة جنيهات، وكانت السوق تشهد رواجا كبيرا تتوافر السيولة، التى تمكن الكثيرين من الشراء، ويضيف حتى بائعة الجرجير كانت حريصة على شراء أسورة ذهب توصى بإنفاق ثمنها على مصاريف جنازتها. ويشير العباسى إلى أن 7% فقط من المصريين لديهم القدرة على شراء الذهب يمثلون الشرائح العليا فى المجتمع بينما الشرائح الوسطى امتنعت عن الشراء باستثناء قلة لا تدفع فى ثمن الشبكة أكثر من 20 ألف جنيه، موضحا أن أسعار الذهب شهدت زيادات كبيرة، فعلى مدى العشر سنوات الماضية كانت الزيادة لا تتعدى ال 25%، بينما وصلت نسبة الزيادة هذا العام إلى أكثر من 40%. ويرجع رئيس شعبة الذهب الزيادات الملحوظة عالميا فى أسعار الذهب إلى غياب الثقة فى أدوات الاستثمار المعتادة مثل العقارات وأسعار العملة، وكذلك الاستثمار فى الأسهم والسندات، وهى المجالات التى لم تعد تستحوذ على ثقة المستثمريين، وهو ما دفع العديد من الدول إلى شراء كميات من الذهب الخام، مضيفا حتى الاستهلاك السنوى للأحجار الكريمة فى صناعة الحلى والمشغولات قد انخفض من 3700 طن إلى 1700 طن نظرا لقلة الطلب. ويرى أن أسعار الذهب سوف تتراجع فى حالة استقرار الأوضاع الاقتصادية فى العالم ومع توافر الشعور بالأمان، التى تجعل هناك توازنا فى حركة البيع والشراء للمعدن النفيس. تخفيف الوزن بدأنا فى تصنيع مشغولات ذهبية خفيفة الوزن فى محاولة لجذب الزبائن للشراء، ورغم ذلك أكثر المبيعات لا تزيد عن بيع دبلة ومحبس ثمنهما 2500 جنيه بحسب مجدى فادى صاحب أحد محال الذهب بحى الزيتون، موضحا أن الطلب زاد على الأوزان الخفيفة والمكن الحديث ساعد على ذلك، وبدأ فى إنتاج دبل للخطوبة لا يزيد وزنها على ثلاثة جرامات، مضيفا أن الذهب زاد 120 جنيها فى الجرام 21 خلال 8 شهور فقط، حيث كان سعر الجرام فى شهر يناير الماضى لا يزيد على 190 جنيها ارتفع الآن إلى 310 جنيهات، وهو معدل عالٍ بكل المقاييس، مشيرا إلى أن عيد الفطر والأسبوع الأخير من شهر رمضان لم يؤثرا كثيرا فى حركة البيع، كما كان معتادا من قبل متذكرا حكايات والده عن أن طبق الذهب المعروض بالفاترينة كان يتم تغييره كل ساعة فى مناسبات عيد الأم وأعياد الزواج ورأس السنة «يفرغ ليمتلأ من جديد بأشكال وأنواع متعددة من المشغولات الذهبية، أما الآن فوضعه يميل للثبات مستقرا فى مكانه، وأشار فادى إلى إغلاق الكثير من محال الصاغة أبوابها قبل أسبوع من العيد والعديد من الورش كذلك أغلقت بسبب حالة الكساد لافتا إلى أن المحل الذى كان يدخله 100 زبون فى الشهر لا يتردد عليه سوى أربعة زبائن بالكثير، ويشير فادى إلى أن الانخفاضات، التى تشهدها أسعار الذهب لا تتم بنفس معدل ارتفاعها فعندما ارتفع سعر جرام 21 الشهر الماضى من 250 جنيها إلى 310 انخفض إلى 290 جنيها، وأكد أن الطلب على السبائك والجنيه الذهب فاق الطلب على المشغولات حتى لا تحدث خسارة للمستهلك عند بيعه، موضحا أن سعر السبيكة يبدأ من 3000 جنيه لوزن 10 جرامات ليصل الوزن إلى 100 جرام. أخذت إجازة طويلة فى السياق نفسه، يؤكد عبدالله عبدالقادر عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية أن البيع يسير فى اتجاه واحد وهو بيع ما لدى المستهلكين من ذهب مستعمل للاستفادة من فروق الأسعار مشيرا إلى أن فترة ما قبل العيد شهدت تحركا محدودا لكن السوق ما زال هادئا، وقال إن كثير من الورش خرجت من السوق والبعض الآخر لجأ إلى تسريح عدد كبير من العمالة بعد صرف مكافأة نهاية الخدمة لهم فيما تم الاحتفاظ ببعض العمال خوفا من إغلاق المصنع نهائيا، وقال عبدالقادر عن نفسى أغلقت المحال، وأخذت إجازة طويلة نسبيا قبل العيد. وحول إمكانية طرح ذهب من عيار 12، 14 بالأسواق لحل مشكلة ارتفاع الأسعار قال إن ذلك حدث بالفعل، وبالسوق مشغولات من تلك الأعيرة، لكن المستهلك لا يقبل على شرائه، فالثقافة السائدة لدى المصريين خاصة فى المحافظات أن عيار 21 هو الذهب الحقيقى على عكس ما يتم تداوله فى جميع أنحاء العالم من نوعيات أخرى تستخدم للزينة. أحمد السيد يعمل محاسب بإحدى الشركات الخاصة يقول دخلى 1200 جنيه فى الشهر، وقمت بعمل جمعية على مدى العام ب500 جنيه أى ما يقرب من نصف دخلى، ورغم ذلك محصلة تحويشة العام لن تمكننى من شراء سوى دبلتين ومحبس فقط ولا أعرف هل سينجح مشروع زواجى أم أن الذهب سيكون أحد أسباب فشله.فى ظل توقعات بالتثبيت شركات الحديد تعلن أسعار سبتمبر غدًا